الرئيسية / تقارير ومقابلات / برادات الفخار صنعت من الطين بالنار

برادات الفخار صنعت من الطين بالنار

كتب : زكي الديراوي ـ العراق 

ليس هنالك أحد في العالم متعلم أو قارئ عن الحضارات يجهل الحضارة السومرية وماقدمت للبشرية ولليوم مستمرة بالبحث والدراسة لتلك الحضارة بكل تفاصيلها من خلال الموروث العظيم والآثار التي تركها السومريون والتي وصلتنا عن دراسة الخط المسماري والنقوش الفخارية وعن مامكتشف من المواد الفخارية وتلك الصناعة العظيمة والصحية المصنوعة من الطين (التراب +الماء) المفخور بالنار وهذه الصناعة رائعة وصحية تماما لأنها من صميم الخلق ..
(وجعلنا من الماء كل شيء حي )
قرأت قبل خمس سنوات تقريبا أنه عثر في الأردن على انابيب فخارية مدفونة تحت الأرض قطرها بحدود المتر تنقل المياه لإحدى المدن وبمسافة تقدر ب 150كيلو متر ..ومن هنا نعرف قيمة الصناعة الفخارية وأهميتها في حياة السومريين ..واكيد هذه الطريقة المبتكرة وقتها أو البدائية كما تسمى الآن استخدمت عند البشرية جمعاء..
واستمرت هذه الصناعة لليوم في بلدان عديدة وللاسف انقرضت في دول أخرى والمؤسف له جدا أننا لانجدها اليوم في بصرتنا المدينة الحالمة بالجمال والموروث الأصيل ..
كان هنالك صناع مهرة لهذه المهنة لوقت قريب ولكنها اليوم اختفت وهذا أمر مؤلم جدا ..أن نفقد عبق الزمن القديم ..
كان هنالك معرض للبيع بالجملة لهذه الصناعات البصرية خلف مقام الإمام علي بالعشار مركز المدينة ومن الجانب الأيسر لبناية القسم البلدي في محلة المقام علي ..
ماذا يوجد هنا في هذا المعرض الذي هو عبارة عن مخزن كبير على هيئة بيت مساحته كبيرة..
الموجودات:-
()()شربة ماء أو قلة كما يكتبها اخواننا أبناء النيل..متوفرة في كل بيت وتوضع آخر الليل قرب أسرة المنام .ماءها بارد زلال له طعم بنكهة اللقاح اوالهيل..أو النعناع ..
()()حب للماء ويستخدم من قبل جميع البيوت البصرية وقتها ويعتبر ثلاجة زمانه توضع الخضروات والفاكهة والبطيخ.وقناني البيبسي كولا. تحت الحب لتتساقط عليه قطرات الماء من اسفل الحب تكتسب البرودة مهما كانت درجات الحرارة مرتفعة تكون بدرجة باردة طبيعية ولذيذة جدا.
وهي بأنواع وأحجام مختلفة ..
وحتى التنانير الطينية التي في البيوت والافران يتم فخرها بالنار لتكون صالحة الخبز..وتعطي الخبز نكهة طيبة ..
والجميل أن الطبلة التي يستخدمها عازف الطبل أو ضابط الإيقاع في الفرق الموسيقية الشعبية وقتها هي مصنوعة من الفخار وجلد الخراف أو الماعز..ومن اللطائف لبعض ضباط الإيقاع عند انسجامه اثناء العزف مع الفرق الموسيقية خلال الاحتفالات والمناسبات والأعراس… وعند الغناء،والتصفيق وصعود الحماوة والحماس يقوم العازف (ضابط الايقاع) أو الكاسور باحماء جلد الطبلة على النار وان لم يستجب الجلد ليعود على وضعه الطبيعي بالايقاع يقوم بكسرها وبطريقة غريبة إذ يرفعها للاعلى وينزلها على رأسه لغرض كسرها واستبدالها بطبلة أخرى.. وهكذا يستمر الغناء والعزف على الطبلة الفخارية ذات الصوت والصدى الجميل المحبب …ومن هنا جاء المثل الفني الشعبي العراقي ( على حس الطبل خفن يارجلي) باشارة واضحة على جمال صوت الإيقاع الذي يهز أجسام الراقصات الفجرية ويزيد حماس الحركة..كأنها طبول حرب ..لكنها حرب الافراح والسعادة الروحية
وكانت جميع البيوت تقريبا لاتخلوا من الطبلة تستخدمها النسوة والبنات قبل الزواج بأسبوع أو أكثر للعزف في حالة الغناء والتعبير عن حالة الفرح بترديد الاغاني المفرحة وبعض البيوت تستعيرها اوتطلبها من بعضها قبل الافراح ..
ماء الحب والشربة أو القلة وجميع الأواني الفخارية يكون الماء حيا كما هو في الانهر والبحار لذلك تعيش فيه جميع الحيوانات المائية .ومفيد لاستخدامه بالشرب للبشر والحيوانات .. واما المياه التي لا يتم تبادل الأوكسجين (الهواء) فيها فهي مياه ميتة تفقد الكثير من محتواها المفيد ..لذلك يتم وضع مضخات مائية في احواض الأسماء لغرض إضافة الاوكسجين للماء والا تموت الاسماك بفقدانها الاوكسجين ..ومن هنا نعرف أهمية الأواني الفخارية والتي لم ينتبه أحد لهذا الأمر..
في زيارتي لتونس صحبة صديقي الفنان الرائع Essa Hassan
تمت دعوتنا على عشاء من قبل الصديقة الكريمة Hanen Hanene الشابة التونسية الرائعة والتي تكرمت مشكورة بدعوتنا وكسرت احتكار الرجال بالدعوة والكرم..في مطعم رائع فقال النادل بعد التحية ماذا يعجبكم من الطعام غير الجاهز وغير المطبوخ سابقا وهذا مايقدمونه اهلا بالمطعم ..ليس لديهم طعام معد مسبقا….وعندما عرف اننا من العراق عدد أنواع الطعام ومنها الكسكسي..
فقلت نعم نود هذه النوعية من الطعام ولكن كم من الوقت يستغرق طهيها فقال عشرون دقيقة..
قلت له ممكن اعرف كي يتم طهيها اريد اتعلم طريقة تحضيرها..رحب بالأمر واصطحبنا للمطبخ..المفاجأة اولا أن الطبخ كان على منضدة جمر كالتي نستخدمها في مطاعمنا بشوي السمك .
والثانية أنه أحضر قدرا من الفخار..لأول مرة ارى كيف يتم تحضير طعام بهذه الطريقة ونتناوله فكان رائعا لذيذا بنكهة ممتازة ..وضع المقادير كما رايتها وعرفتها واعجبتني جدا طريقة التحضير والطهي وفعلا بعد عشرين دقيقة كان ناضجا والبخار يتصاعد منه وتلك الرائحة الزكية ..تألمت كثيرا اننا فقدنا هذه الصناعة الرائعة ..
وكذلك هذه الطريقة مستخدمة بكثرة في المغرب الشقيق..ودولا أخرى..
اتمنى اعجبكم الموضوع على أمل تناول..
قصص أخرى مهمة تخص فقداننا
للمهن التالية :- في مدينتي الخالدة البصرة..وهي
مهنة العطارين بالتفصيل وحسب تعليقة الأستاذ الفاضل احسان وفيق السامرائي وتنويهه الكريم
مهنة الصفارين
مهنة الندافين
مهنة النجارين
مهنة الخياطين والتطريز
مهنة اصحاب التسجيلات
مهنة اصحاب الفرق الفنية والشعبية..
ومهن أخرى مهمة ومواضيع شيقة .سيتم تناولها بالتعاقب ..
ـ زكي الديراوي

أعلنت مجموعة الصين الوطنية للتكنولوجيا الحيوية اليوم الثلاثاء إنها حصلت على الموافقة لإجراء تجربة سريرية واسعة النطاق في ”المرحلة الثالثة“ من تجربة لتطوير لقاح لفيروس كورونا المستجد في الإمارات، وتسعى الصين لتجربة لقاحات محتملة في الخارج بسبب قلة عدد المرضى الجدد في الداخل.

في المقابل، قالت مؤسسة ليمان في بيان إن التجارب السريرية على البشر لمصل لفيروس كورونا الذي طورته جامعة أوكسفورد البريطانية وترعاه المؤسسة، ستبدأ في البرازيل هذا الأسبوع.

وستعتمد التجارب على ألفي عامل صحة متطوع في ساو باولو وألف شخص في ريو دي جانيرو وستجريها جامعة ساو باولو ومستشفى ريدي دور على التوالي المصدر وكالات دولية.

 

شاهد أيضاً

بيوت الشناشيل تراث وميراث البصرة

تقرير/شيماء القطراني بين كل مدينة ومدينة تتجول بموقع اثري بيها، وبين كل منطقة أثرية ومنطقة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.