الرئيسية / تقارير ومقابلات / تجوال … هولندا والعراق في عمل سينمائي مشترك

تجوال … هولندا والعراق في عمل سينمائي مشترك

الاضواء / هولندا / خاص

في خطوة سينمائية تخطت عوائق بروتوكولات  الدول وتقاليد الشعوب اجتمعت مواهب عراقية واخرى هولندية  لتنسج من تجربتها السينمائية عملا فريدا من نوعه “تجوال” او  ” Wandeling” هو الاسم الذي حمله عمل فني مشترك  اتخذ من الالون الزيتية طيفا له يحرك شخوصه ويخط  احداثه رموزا زاهية لينتج في النهاية فيلما سينمائي استلهمت احداثه من لوحات  للرسام العالمي بيتر دهوخ  الذي عاش  في قرون اوربا الوسطى.  رحلة تعود بنا الى  سالف الزمان هناك حيث القلاع الشاهقة والحصون العتيدة والبيوت المغبرة والاكواخ المسودة بمداخنها  المهترئة  ,كانت لنا وقفة مع هذا الفيلم وحوار مع  صانعه  عبدالعظيم حالوب .

ـ بداية اعطنا لمحة موجزة عن هذا الفيلم؟

تجوال هو فيلم عراقي هولندي مشترك وهو فيلم ذو طابع انيميشن متحرك من جهة وادائي لممثلين حقيقيين من جهة اخرى حيث امتزجت مشاهده ما بين الواقع والفنتازيا,  لتنتج عنها لوحة سينمائية مزدوجة الادوات  و منسجمة بالاداء   استمدت احداثها من لوحات للفنان الهولندي  العالمي بيتر دهوخ والتي  تم انتقائها بعناية وياتي هذا الفيلم احتفاء بالعصر الذهبي  الذي يعود اليه هذا الرسام.   وكان لاستاذنا المخرج والسينارست الكبير قاسم حول الدور الكبير في انجاح هذا الفيلم فتجربة كهذه تحتاج الى سيناريو يحبك هذا التحدي في احداث يمكن دمجها لتنتج قصة مثيرة  تصنع من الفنتازيا والواقع عمل مقنع يستصيغة المتلقي . فاحداث الفيلم تضم شخصيات هي بالاصل رسومات من لوحات متعددة  للرسام الهولندي  بيتر دهوخ وكان علينا صهرها في احداث تجمعها مع بعضها البعض وان كانت هذه الشخصيات هي بالاصل  في  لوحات منفصلة . اما التحدي الاخر فكان علينا دمج هذه الشخصيات في مشاهد حية   لممثلين حقيقين. فكان الاستاذ قاسم حول هو المفتاح الذي بيده حلول العقبات التي واجهتني عند مرحلة الدمج  للشخصيات.

–ـ  وماذا عن التجربة المشتركة؟

كان لها وقع طيب لدى الطرفين  واقصد به العراقي والهولندي. حيث التزم الجانب العراقي  بكتابة النص والاخراج والتنفيذ والمونتاج فيما ادى الجانب الهولندي دور  التمثيل والتنسيق والموسيقى. ولي وقفة خاصة مع موسيقى تجوال فما لا يختلف عليه اثنان ان الموسيقى التصويرية تكسب المشهد قيمة تتوازى  اهمية مع المادة المرئية بل وتتفوق عليه احيانا لتكسب المشهد معنا قد لا تنجح الكاميرة في تصويره وبثه  لعين الجمهور. ففي تجوال كان لنا الحظ الكبير في جذب الموسيقار الهولندي الكبير بول خيلسن . وكانت لي معه هذه الطرفة, ففيما كنت اعد العدة للبدء بإنجاز المشروع وكان قد حسم الاختيار لاحد الموسيقيين, ولكن وفيما كنت برفقة صديق لي في صالة عرض لافتتاحية  فيلم ما ,  استوقفتني موسيقى ذلك الفيلم, كانت اكثر من رائعة والاروع في الامر ان الموسيقار كان حاضرا الافتتاحية فما ان انتهى العرض حتى اسرعت اليه مشرعا له عرضي للعمل معنا. وما ان استمع لفكرة الفيلم حتى اشرع هو الاخر بالموافقة وكان متحمسا جدا.

ـ ظروف العمل خصوصا انك تطرقت ان اعمال الفيلم تعود للوحات فنان هولندي يعود لحقبة بعيدة وهو اصلا من ثقافة اخرى كيف تعاملت مع هذا الموقف؟

نعم  بالفعل لم يخلو الامر من الصعوبة والتحدي لكن ما خفف من وطأة هذه العقبة بالاظافة الى ما قد اسلفته  قبل قليل حول الحنكة الابداعية للمعالجة النصية للفيلم فقد الهمتني  لوحات بيتر دهوخ فهذا الرسام اتسمت لوحاته بعكس الواقع المعيشي للفرد في تلك الحقبة حتى بلغ ببعض المؤرخين الاستناد ببعض لوحات هذا الرسام في بعض الوقائع التارخية وهذا ما ساعدني ايضا في صهر هذه الاحداث لاصيغها كمشاهد للفيلم. على سبيل المثال لا الحصر في احدى المشاهد كانت هنالك فتاة تصطحب طفلة تمران  على نهر يشق وسط المدينة وكان هنالك قوارب شراعية تمر . والمثير في الامر ان الاشرعة قد رفعت وهنالك خيل في اليابسة على جانب النهر تسحب القوارب   ذهابا وايابا. وعند بحثي لهذه الظاهرة تبين لي ان القوارب يمنع اسدال اشرعتها عند دخولها المدن في تلك الحقبة  وعليه تسري بالتجديف او يجري سحبها  من قبل الحيوانات وذلك ليتم  التحكم في سير القوارب منعا للازدحام واكتظاظ القوارب مع بعضها البعض. .

ـ كيف كان العرض الاول  وما هو انطباع الجمهور؟

الحمدلله كان هنالك اقبال غير متوقع   فالتجربة كانت فريدة بكل جوانبها فكادر العمل  بتجاربه المتنوعة و اختلاف اصوله الثقاقية اسهم في انجاح الفيلم. فقد ترك الفيلم بعرضه الاول انطباع  جيد لدى الجمهور بان العراقي واسع الاطلاع.  قد تكون البيئة الثقافية هي قد اسهمت ايضا في انجاح هذا العمل حيث تختلف عن بيئاتنا الثقافية للاسف من تشجيع وشحذ الهمم  حيث تلقينا كعاملين بالفيلم دعما معنويا  يقل نظيره في عالمنا العربي  بالاظافة الى التسهيلات الانتاجية. والمثير في  الامر ان الافتتاحية حضرها نائب  عمدة المدينة الذي القى بدوره كلمة قصيرة بعد عرض الفيلم اشاد فيها  بالفيلم وبالجهود التي بذلت  وابدى امتنان لنا نحن خصوصا الجانب العراقي الذين عملوا على انجاز هذا العمل.

ـ  هل من عمل اخر في قادم الايام؟

نحن الان في خضم انجاز فيلم اخر يحمل اسلوب مغايرا لتجوال ما يجعل منه تحد اخر وهو انميشن ايضا  وهو الان في مراحله الاخيرة  ومن المؤمل عرضه في ايلول القادم. والمثير في الامر ان هذا الفيلم يحمل بصمة اطفال دون العاشرة حيث تضمنت انجاز الفيلم ورشة عمل فنية للاطفال لتتحول فيما بعد مشاركة لهم في الفيلم استثمرت في ادخال رسوماتهم لستخدم في في تكوين شخصيات العمل.

 

شاهد أيضاً

بيوت الشناشيل تراث وميراث البصرة

تقرير/شيماء القطراني بين كل مدينة ومدينة تتجول بموقع اثري بيها، وبين كل منطقة أثرية ومنطقة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.