الرئيسية / آراء حرة / طبقات المجتمع وتكويناته

طبقات المجتمع وتكويناته

كتب : راهي العلياوي ـ العراق

تكوينات طبقات المجتمع وتنوعاته وفق تطورات اجتماعية وموروثات وحسب البيئة التي يعيش الناس فيها وحسب انفتاحات هذه المجتمعات ، لكنها كمكونات هي نفسها في كل البلدان تبقى هناك تسلسلات معقدة من مجتمع لأخر ، احيانا ترى صناع القرار هم اصحاب الحضوة ، لكن في مجتع اخر المؤسسة الدينية هي راس الهرم الغير منظور ، وهذا التفاوت موجود في اغلب المجتمعات الكبيرة والصغيرة ووفق ثقافات الشعوب وانفتاحها ، وخير مثال قريب منا ونعيشه الشعوب العربية اغلبها تنقاد للمؤسسة الدينية بشكل عجيب ، وفي بعض الاحيان تلغى فيها العقول وتسلم بدون اي مقابل ، ليس لشئ ما ، فقط لتنال ثواب الرب وكأن رجال الدين هم من يملك هذا الثواب وهو ارث لهم وحدهم هو من يستطيع ان يجزل لمن يريد وفقا للمنظورات العقائدية والفلسفي يحللون ويحرمون وفق اهوائهم ومصالحهم .

لديهم سلطات مفتوحة يمكن ممارستها على جميع الطبقات المجتمعية حتى على طبقة صناع القرار، بمقدروهم أن يطلقوا فكرة تنطلق من الطبقة العامة وتشق طريقها إلى فوق أو العكس وبمقدرهم ان ينشرون فكرة تنطلق من طبقة صناع القرار فتنزل كالبرق على جميع الطبقات الأخرى، وذلك لأن لديهم ميزة حساسة للغاية، وهي المسحة السماوية التي يتحلون بها، الناس تنقاد تلقائيا إلى الله سبحانه وتعالى وان اختلفت أديانهم، ودائما تبقى حاجتهم للطاقة الروحية ضرورية بل أحيانا أكثر من الحاجة الأساسية في الحياة من طعام وشراب، فيجد هؤلاء الأفراد ضالتهم عند رجال الدين، إضافة إلى الثقة العمياء الموضوعة بهم من العامة.

وكذلك لهم دور محوري على مر التاريخ، يصطنعون الثورات اذا أرادوا أو يعبثون بمقدرات الشعوب، وكان بمقدور رجال الدين دائما تغيير مسار التاريخ بأكمله وليس فقط مصير المجتمعات والشعوب، لهم القدرة على توجيه الرأي العام، حتى وان صدرت قرارات من فوق اعني من سلطة عليا، غالبا ما يصل تأثيراتها متذبذب إلى الطبقة العامة، أما تعاليم رجال الدين تصل بسلاسة لان لهم تواصل مباشر مع الناس، بصدور تلك القرارات وبثت الأفكار، لهم الامكانية ببثها والترويج لها او محوها واخفئها، بحيث ما ان تصل إلى الناس حتى ينفروا منها، ولا تجد مكانا لها

إذاً هذه الطبقة لديها خاصية فريدة مكنتها من ان تتبوأ أعلى الدرجات لكنه هذا لا يعني أن يكون جميع رجال الدين بهذه القدرة على صنع التغيير، ولكن قد يأتي رجل واحد يغير القاعدة بأكملها، ويكون هو الاستثناء وتنقاد له العامة والعسكر والساسة الكبار.

فالمجتمع إذاً هو عبارة عن طبقات متداخلة وليس ذائبة ومنصهرة في بعضها، بل هناك فواصل في ما بينها وهذا ما نراه جليا على مستوى حياتنا اليومية، والانتقال من طبقة إلى طبقة اخرى هناك أمران رئيسيان هما العلم والقدرة ، ما أن تتوفر في الفرد سينقله المجتمع طوعا من طبقة إلى أخرى.

تبقى الطبقة العامة هي محل النزاع بين الجميع، بالتالي لا اعتبار لباقي الطبقات بدون العامة، هم الذين تنفذ عليهم القرارات وتفرض عليهم الضرائب، وهم الذي يعرض عليهم التاجر سلعته ليبيعها ويحصل على مال وفير، وهم الذي يعطيهم المثقف أجود ما خطت أنامله فيحس بغبطة عندما يكون اسمه متداولا بينهم خاصة إذا رافقه نصيب من المدح، وكذلك المؤسسة العسكرية لم يكن لها وجود لولا وجود الطبقة العامة ، هي من تدافع عنهم وتحميهم أو ربما في أحيان أخرى تقمعهم وتتسلط عليهم بسبب قرارات عشوائية، تأتي من طبقة صناع القرار، لولا العامة لما أعطى صناع القرار أوامرهم لان لا فائدة منها بدون وجود الطبقة العامة تنفذ عليهم، ورجال الدين كذلك لا قيمة لهم بدون الطبقة العامة، لأنها أكثر تأثيرا عليهم وحرف بوصلتهم وفق الرؤيا التي تراها لتحقيق اهدافها العقائدية .

شاهد أيضاً

الزاني وبعض مسببات تلك الفاحشة

كتبت : منى فتحي حامد – مصر لقب يطلق على إحدى الشخصيات الغير سوية، تتعايش …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.