الرئيسية / آراء حرة / بين (يا حريمة ) والـ (بس بس ميو )

بين (يا حريمة ) والـ (بس بس ميو )

كتب : حازم الشويلي ـ البصرة

 

لا تزال الأجيال المعاصرة لاغنية يا حريمة التي غناها الفنان الكبير حسين نعمة , تذكر بشوق وحنين مرتبط بذكريات الزمن الماضي الجميل بكل احزانه وافراحه ذلك الجمهور الواسع الذي جعلني اسرح بخيالي نحو الماضي لأجد من بينهم استاذي الذي علمني الحروف الأولى للقراءة والكتابة ذلك الشخص ذو الشخصية القوية التي تجعلني لا استطيع الوقوف امامه او حتى مجرد ان يراني ولو من بعيد عندما يكون سائرا في احد الشوارع القريبة من محل سكنه خوفا منه واحتراما له لأننا كنا نعلم ما تعنيه مقولة  :

قف للمعلم وفه التبجيلا

 كاد المعلم ان يكون رسولا

وسار بي الخيال مرة أخرى الى ذلك الزمن لأتذكر الطبيب الذي كان يشعرني بانه المسؤول الأول عني عندما امرض  ويبقى يتابع حالتي بطريقة تجعلني اشعر انه ولي امري الثاني بعد ابي عندما يكرس كل جهده لأجل اكتسابي الشفاء التام ولا يخلو ذلك من الحنان والعطف الكبيرين , ولا انسى صوت المذيع عند مشاهدتي للتلفزيون ذلك الشخص الهادئ ذو البدلة الرسمية الكاملة وهو واقف امام الكاميرا بكل شموخ وعنفوان بابتسامة لطيفة تحمل بطياتها حبه للناس بطريقة تبعث على الاحترام حيث لم أرى ابدا مذيعا او مقدما للبرامج يرتدي القميص او التي شرت فقط  وانما كان يعطي تصورا خاصا يجعلك تشعر بأهمية هذا الشخص الذي تراه وتسمعه .

اما اليوم عندما نستمع لاغنية ال (بس بس ميو )  ونرى كيف كانوا محبيها والذين يستمعون اليها وما هم عليه وما وضعهم في المستقبل

ما بين جيل ( ياحريمة ) وجيل ال (بس بس ميو ) يطرح هذا السؤال هل ان الاغنية تصنع نوعية المجتمع الذي يستمع اليها ام ان المجتمع يحدد نوع الاغنية التي يريدها ؟

شاهد أيضاً

التضحية ديدن الطيبين

الأضواء /شيماء لطيف القطراني التضحية كلمة قليلة الحروف، كثيرة المعاني يصعب علينا حصرها في أسطر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.