الرئيسية / آراء حرة / يوميات مكتبة البصرة ….   وقاعتها في شهر رمضان

يوميات مكتبة البصرة ….   وقاعتها في شهر رمضان

زكي الديراوي – العراق – البصرة

محطات ..

  1. الساعة الثالثة ظهرا حسب قائمة المحبة طرقت الباب المقصود في احد زقاق من محلة في مدينتي.. الشارع فارغ الا من الشمس ..كلب نحيل نائم قرب الباب لم يكترث للامر ابدا ولم يرفع حتى راسه وانا اطرق الباب مرات ومرات ولم احصل على رد ..ياترى هل العنوان خطأ…الا يوجد احد بالبيت ..البيت منخفض عن الشارع بحدود نصف متر تقريبا ..

واخيرا جاءت ..ليتها ماجاءت ..فتحت الباب منحية الظهر ..لااعرف هل هي من اثار الصيام او الحاجة او الاحزان ..خارطة من الالم مخلوطة بالحزن بالياس باشياء اخرى رسمت على ملامحها ..ماذا اقرا سنين من التعب والجفاف مرت على ملامحها ..التعرية الزمنية لم تبق نقطة من فرح على ملامحها ..ثيابها سوداء ..اللون السائد كما كان اسم العراق بلد السواد ..او بلد الذهب الاسود ..ياترى هل هو الحظ الاسود ايضا..

قالت تفضل (يما ) المن رايد امر خدمة…ماما هذه سلة رمضان ..

قالت يما رمضان معوق لايستطيع المجئ .وهو نائم ..

ماما سلة شهر رمضان .شهر الصيام ..هدية من رب العالمين ..

الظاهر كان اسم صاحب البيت الحاج رمضان …

قالت الحمد والشكر لله .مدت يدها ليس للسلة ولكن مدتها على يدي ظننتها تريد المصافحة كانت يدها كانها خشبة تركت على على سطح مشمس ..

لكنها كادت تقتلني الحمد لله لحقت الامر قبل ان تنفذه ..استغفر الله ماما .انا من يقبل يديك وراسك ان سمحت ..سقطت دموعها ..يما الشكوى لله ..

يا ماما ارجوك لاتكملي …

اوصلت السلة للداخل ..اردت الحديث معها وطرح كم سؤال ..لم تتوقف من الدعاء والتضرع لله ..

لم اتحمل الموقف ..نسيت نفسي وجلست على الارض ولم اكترث اني اجلس على التراب ….من يقول ان الرجال لاتبك ..لم ابك ابدا هذا الامر معيب جدا ..ولكن الدموع تسيل لحالها ولم استطع ايقافها ..

تذكرت الامام علي (ع) عندما قال لو كان الفقر رجلا لقتلته ..صدقت ابا الحسن ..فعلا يستحق القتل ..

ودعتها على امل لقاء قريب مع اخذ كرسي الاعاقة للتصليح ..

لم استطع الالتفات اليها وانا اسمع كلماتها تدق بقلبي مسامير مسؤولية..الا لعنة الله على هذا الزمان..يذل الانسان اخر العمر ويهان..

.2 الساعة بعد منتصف الليل عندما قال مقدم البرنامج في مذياع السيارة صباح الخير…

شكرا للدكتور سعيد الاسدي وهو يتفقد بعض العوائل المحتاجة ويسال عن المحتاجين . فكان لابد ان اوصل له الطلب استقبلني عند الباب مع كرميته اختنا الكريمة وهو اسعد من السعادة اذ يتذكر الناس لسد حاجتهم في هذا الشهر الفضيل وخصوصا الاطفال اليتامى ..

قال تفضل اي شيء من خيرات رب العالمين للضيافة الرمضانية .. تسلم استاذي الوقت متاخر جدا والمشوار مع كرم الله لن يتوقف..

عندما خرجت من المكتبة تزامن خروج اخي الكريم الكابتن Hazim Alali ايضا في مشوار الخير لمناطق اخرى وقصص محبة اخرى ..

شاهد أيضاً

الزاني وبعض مسببات تلك الفاحشة

كتبت : منى فتحي حامد – مصر لقب يطلق على إحدى الشخصيات الغير سوية، تتعايش …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.