أخبار عاجلة
الرئيسية / آراء حرة / سلوكيات الغرور .. خيانة المهنية

سلوكيات الغرور .. خيانة المهنية

بقلم : محمد جواد الدخيلي ـ العراق 

 

مازال الكثيرون يمتهنون أي مهنة كانت، يدركون أو لايدركون أن لكل مهنة سلوكيات خاصة بها، ترتبط بقواعد مهنية عبر مواثيق عمل، غالباً ما تكون مجموعة من القواعد والآداب السلوكية والأخلاقية التي يجب أن تصاحب الإنسان المحترف في مهنته تجاه عمله، وتجاه المجتمع ككل، وتجاه نفسه وذاته. ويذهب البعض إلى أن السلوكيات والآداب؛ هي تفكير منهجي يتعلق بالتبعات الأخلاقية للقرارات التي يتم اتخاذها، ويمكن وضع هذه التبعات في إطار حدوث ضرر أو أذى معين لمن يتعلق بهم هذه القرارات، ويعرفها الآخرون بأنها معايير قياسية للسلوك الأخلاقي، أي السلوك المقبول من المجتمع في إطار الصواب مقابل الخطأ.
وتندرج أخلاقيات المهنة ضمن منظومة الأخلاق بصفة عامة، والممارس لمهنة معينة يواجه أنواعاً خاصة من المشكلات ذات الطبيعة الأخلاقية، يتعين عليه أن يتعلم كيف يواجهها بشكل منهجي، ولا يعينه بالضرورة تدريبه ومعرفته بالمنظومة الأخلاقية للأشخاص العاديين على مواجهة مثل هذه المشكلات واتخاذ القرارات المناسبة لها. ومن أمثلة الأعمال والمواقف التي قد يواجهها (عامل النجارة) الذي يعمل مع صاحب ورشة فلابد أن ينصاع إلى أوامر (الاسطة) ويحترم رب عمله ربما يكون هذا الاحترام (الطاعة) وعندما يخرج من هذا الجانب وينطوي على ذاته لا يجذب غير مساوء الحياة التي تواجهه وعذاب الضمير لأنه خله في المواثيق العمل ربما ينعكس هذا عدة جوانب سنتطرق إليها بشكل علمي ومهني من اجل لانصاع إلى تراكمات الاخطاء بعدها ننجرف إلى الهاوية وتنتهي شخصيتنا المعنوية والانسانية . نأتي إلى مواثيق العمل من صلب المهنية الحافظ على العلاقات الودية وعدم صناعة التكلات الجانبية ربما يدخل عامل الشيطان وهناك يتغلق على العاطفة وينتج تشتيت الافكار والانخراط إلى هفوات وبالتي فقدنا عنصر من العناصر المهمة في حياتنا ، فيما يخص الامر الثاني الغرور، الغرور كلمـة صغيرة جداً .. لكن معناها أكبر وأشمل .. وهناك نوعان من الغرور ولو إنـه بنوعيـه لا يسمو بصاحبـه .. غرور جبار مُتكبر والآخر غرور بسيط متواضع لا تستغربوا من تناقض المفهومين لكنها الحقيقـة الغرور المُتكبر غرور واضح يلحظـه أي إن كان لا يحتاج إلى نباهـة ولا إلى تركيز منك حتى تكتشفـه .. وبالتالي لن ينفع صاحبـه في شيء لإنك ببساطـة أخذت فكرة عن نقصـه و ستتجاوز أن تشتكي منـه و تنتقده .. أو حتى تعاتبـه لكن الغرور المتواضع أكثر خطورة لإنـه يختبئ تحت السطور لا يستأذن قبل الدخول ويهاجمك في صمت و لم تفهم مغزاه إلا بعد قراءة متمعنـة وتفحُص دقيق ولن تكتشف أذآه إلا بعد فوات الأوان. ما تعاظم أحد على من دونـه إلا بقدر ما تصاغر لمن فوقـه ومن علامات الإنهيار العصبي أن يظن الإنسان أن غايـة الأهميـة هو فعلـه وأفكاره ، الغرور هو المُخدر الذي يُسكن ألآم الغبـاء والغرور هو أن ترى في نفسك ما لا يستطيع الآخرون رؤيتـه ، وهو تعويض الطبيعـة للتفاهـة وهو ما تقدمـه الطبيعـة الكريمـة لتخفيف ألآم الحمقىَ والحماقـة فأكثر الناس تزدهيهم الأماني .. ويعبث بعقولهم الإغراء .. فإذا هم من صرعىَ الغرور و دليل على الذل أكثر منـه دليل على الكِبـر ، وقد قال أميـر المؤمنيـن عليّ بن أبي طالب (ع) وأرضـاه ( عجبت لإبن آدم يتكبر .. وأولـه نطفـة وآخره جيفـة ). إما الامر الأخير .. الخيانة ، هو شعور مؤلم لا يشعر به إلا من تذوقه فعلاً أن تهب الدنيا على طبق من ذهب وربما من ماس صديق حياتك وتفاجأ بأن هذا الطبق سوف يصعقك ليرتد بوجهك يوماً ما تماماً كالصاعقة تنزل بدون موعد وبدون سابق إنذار .
الخيانة هو أن تزرع قلبك ورود حب تتفجر من خلالها ينابيع وفاء وتحيط بها أشجار العاطفة وتزينها قطرات حنان تماما كما تزين قطرات ندى الصباح اللامعة الأزهار وأن تفرش دمك بساطاً أحمر مزين ببتلات الورود وأن تعتلي هذه الحديقة مملكة عالية يزينها كرسي العرش وتاج مرصعاً بأغلى الماسات والمجوهرات وتأتي بمن تحب لتقدمه لدخول حديقة قلبك ليعتلي القلب والعرش معاً وتقول له أنت ملك قلبي وستبقى تاج على جبيني مرصعاً لمدى الحياة يضيء حياتي بأبهى الأنوار وتتفاجأ ذات يوم أو ليلة أن هذا الملك داس على دم قلبك ولوثه بأبشع الخيانات.
هكذا وجدنا ثلاثة حالات تضعف من مهنية الشخص في عمله ولو اتسع المقام لترقنا إلى أشياء لايتحملها القارئ ولكن هذه من اهم ثلاثة الجوانب لكي لاننعطف في مخيلات الاخرين والخروج بحصيلة لايستوعبها العقل الباطن والظاهر ، لذلك نرى على صعيد دولة فقدت الغالبية عقولهم يرون في انفسهم داركين واجباتهم وعكس ظهر واقهم المؤلم فقدنا ثقتنا بالمسؤول لأنه غير قادر على معالجة الاخطاء وتراكمت فخرجت من اياديه الحلول ولم يتجاه صاحب العقل لايجاد الحلول للمشكلة هكذا عاش ابن الرافدين بين المطرقة الاجندات الخارجية والسندان الحاكم .. والله من وراء القصد .

شاهد أيضاً

 جبهات

بقلم : علي هترو الحويزاوي  قال الله تعالى(إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.