أخبار عاجلة
الرئيسية / تقارير ومقابلات / من الألعاب الشعبية في قضاء المْدَيْنَة الحلقة الثالثة والأخيرة

من الألعاب الشعبية في قضاء المْدَيْنَة الحلقة الثالثة والأخيرة

كتب/ أسعد شهاب اللامي ـ العراق 

  1. لعبة الكبي( توكي الحجل- أكشيط):  لعبة يمارسها الصبيان والفتيات الذين تتراوح أعمارهم ما بين (9-15) سنة بالنسبة للصبيان كونهم قد أصبحوا رجالاً بالمفهوم العشائري وهذه اللعبة لا تليق بهم. أما البنات فقد تمارسها  في أعمار قد تصل إلى الثامنة عشر. تلعب بعد تخطيط أرضية الملعب بخطين متوازيين على هيئة مستطيل ويقسم هذا المستطيل إلى ستة أو سبعة أقسام، كل قسم يسمى (بيتاً) ويرقم من (1-6 أو7)، يسمى رقم(1) أوحيد، رقم(2) اثنين، رقم(3) اتليثي، رقم(4) أربيعي، رقم(5) أخميسي، رقم (6) أسديسي، رقم(7) أسبيعي. تجري القرعة بين  اللاعبين، يبدأ الفائز بالقرعة بقذف( القحف – أو الشكفة من الأسمنت) أو (قطعة الخزف)، أحياناً قوطي فارغ أو قطعة من الكاشي. يبدأ بقذفها في البيت الأول ويدخل إليه على رجل واحدة حجلاً فيصدم القحف- الشكفة-  برجله الواحدة ويدفعه إلى الخارج، ثم البيت الثاني بنفس الطريقة والثالث والرابع وحتى السادس أو السابع. فعند نجاحه في ذلك ولم يقع القحف على أحد الخطوط  وقدمه لم تطأ  أحد الخطوط  أو لامست قدمه المرتفعة الأرض وبعكسه يعتبر خاسراً، عند فوزه يرسم له علامة(x (على المستطيل الذي اختاره ليكون بيتاً له. يحق له الاستراحة فيه بكلتا قدميه لفترة محددة ثم يكمل لعبته. بينما لا يحق لغريمه أنَّ يدخله أو يقع قحفه فيه. وتستمر اللعبة حتى إعلان أحدهما فائزاً بتحقيقه أكبر عدد من البيوت والنقاط.
  2. لعبة الجلكَة (القِرْق): من الألعاب العربية القديمة، ولها عدة تسميات أخرى مثل قبط، صبه، طرقه. يتبارى بها لاعبان، يتم رسم مربع على الأرض وفي وسطه خطان متعامدان على هيئة الصليب، لكل لاعب ثلاثة(حصوات)، يبدأ كل لاعب بصف الحصوات على رؤوس المربعات الأربع،  وتبدأ المنافسة بنهما، وكل واحد  منهما يحاول أنَّ يجعل حصياته على خط استقامة واحدة من أيّ جهة، فمن استقامت  حصواته على خط مستقيم واحد فقد غلب وفاز.*****
  3. لعبة الصكًلة و اللاكَ( المقلاءُ والقلة):  لعبة يمارسها الصبيان، عبارة عن عودان من جريدة النخيل أو الصوندة أو العصا القوية، يسمى العود الذي يضرب به( عودة مقلاء، صكَلة) وطوله  على قدر ذراع تقريباً. والقلة ( لاكَ) خشبة صغيرة وهي مبرية من الطرفين.  تلعب بطريقة مثلاً يقف المتباري داخل دائرة ويرمي القلة(لاك) بقوة حيث يقف الخصم الذي يسعى للإمساك بها وهي تسبح في الهواء قبل سقوطها على الأرض. فإذا فشل يقف في مكان سقوطها ويعيدها باتجاه اللاعب الذي في داخل الدائرة وعليه أنَّ يصدها بقوة، فإذا وقعت داخل الدائرة أعتبر خاسراً كما كنا نعد سقوطها داخل الماء خاسراً.  يحق للغريم مطاردتها للإمساك بها  بنفس الطريقة الأولى، وإذا فشل يبدأ  المتسابق أما بالعد بالصكَلة من مكان وقوعها على الأرض إلى الدائرة أو يبدأ بضرب أحدى طرفيها المبرمين فترتفع لتضرب بالصكًلة بقوة لتبتعد أكثر وهكذا يبدأ العد ليحصل على أكبر عدد من الأرقام ويحق للغريم في كل مرة أنّ يصدها ويمسكها وإذا فعل ذلك انتقل الدور له.
  4. لعبة لكَيفان أو الصلابيخ: لها عدة تسميات، يلعبها الصبيان والفتيات، تبدأ اللعبة بجمع خمس حصوات( صلابيخ) صغيرة، ويتبارى بها أثنين أو ثلاثة لاعبين، يقوم من تقع عليه القرعة بقذف إحدى الحصوات عالياً ليلتقط في المرة الأولى حصوة من الحصوات الأربع الباقية على الأرض، وفي المرة الثانية يقذف الحصوة عالياً بالهواء ثم يلتقط حصوتين… حصوتين. وفي المرة الثالثة يلتقط ثلاثة حصوات معاً، وفي المرة الرابعة يلتقط أربع حصوات دفعة واحدة، إما المرة الخامسة  فيجمع الخمس حصوات على ظهر كفه ثم يقذفهن فيحاول جمعها بيد واحدة بنفس الطريقة. وإذا فشل في  أيّ مرحلة تنتقل اللعبة للمتسابق الأخر. وتختم بوضع أصابعه الإبهام وجمع السبابة والوسطى مع فتحة مناسبة  لدخول الحصوات، ثم يطش الحصوات الخمسة بعد أنّ أختار غريمه حصوة تكون عثرة لدخول الحصوات البقية فيبدأ بقذف الحصوة إلى الأعلى ويدفع بيده الأخرى أحدى الحصوات  لتدخل في فتحة اليد قبل وقوع الحصوة على الأرض أو أنّ لا يصدم الحصوة التي أختارها غريمه.  وهكذا إلى أنّ يكمل كل الحصوات وبعدها يدخل الحصوة الأخيرة المختارة، ثم يدخل الصول ويضرب بيده الأرض معلناً النصر.
  5. لعبة صور اللاعبين( لعبة التصاوير): لعبة يمارسها الصبيان أكثر من الفتيات، ممكن أنّ يتبارى لها أثنين من اللاعبين أو ثلاثة أو أربعة (تلعب فردي وزوجي)، وكيفية اللعب أنّ يحضر أيّ لاعب عدداً من صور لاعبي كرة القدم العراقيين التي كانت تباع في المحلات على ورق الكارتون (طبقة الصور) حيث يتم قص الصور برفق. ويتجمع المتسابقون بشكل دائرة، كلاً قد أقلب الصور على ظهرها لكي لا يراها الخصم بعد خلطها قبل بدء اللعبة، يبدأ أحدهم باللعب بوضع الصورة على الأرض ثم يبدا البقية بوضع صورهم وفق الشروط أما يحق الفوز إذا كان نفس اللاعب حتى لو كانت الصورة مشابهة أو مغايرة أو  مختلطة فمثلاً يحق الفوز إذا تشابهت صورة اللاعب مع صورة أخرى له سواء كان  واقفاً أو جالساً مع لاعب أخر أو أكثر. و تستمر في حالة عدم تشابه الصور، من يخسر يخرج وينتظر انتهاء الشوط ليشترك بعدها. ترتسم  علامات الخوف والقلق على وجوه المتسابقين  عندما يبدأ عدد صور اللاعبين يزداد ولم يكن هناك فائز حيث خسارة أحدهم تسبب له نهاية مؤلمة كونه سيخسر كل صوره وعليه أنّ يشترى من جديد أو يستدين من رفيقه أنّ وافق على ذلك.  ما زلت أتذكر  أصوات المتسابقين وهم يلقون بصورهم بقوة وأصواتهم العالية تقول مثلاً أحمد راضي، حسين سعيد، عدنان درجال، فتاح نصيف، رعد حمودي…ألخ. واللعبة لا تقتصر على لاعبي كرة القدم؛ هناك أبطال المسلسلات الكارتونية مثل داسكي بطل مسلسل مغامرات الفضاء(غريندايزر)، ساسوكي، سندباد، نيلز وغيرهم الكثير.
  6. ألعاب رياضية تحفيزية: منها رفع الأثقال، حيث يتم صب الأسمنت في قواطي الحليب (نيدو) الكبيرالحجم أو تناك السمن النباتي بعد تهيئة حديدة أو عصا من الخشب المقوى ويتم التسابق لرفع الأثقال. ومنها رمي الحجارة وهي مستوحاة من رياضة رمي القرص، حيث يبدأ السباق برمي الحجارة أو الطابوق أو البلوك وأيهما يتقدم برميته على غريمه هو الفائز. ومنها رمي الرمح، حيث يتم الاستعانة بجريدة النخيل أو مردي القوغ لرميه لأبعد مسافة ممكنة. ومنها: لعبة القفز بالمردي في الجداول  والقنوات المائية (الكَرام)، حيث يبدا المتسابق بالركض بعد أنّ يغرس المردي في منتصف الجدول ليقفز إلى الجهة الأخرى. ومنها القفز فوق الحواجز، وتلعب بنصب عمودين طويلين متقابلين  من القصب أو جريدة النخيل أو مردي القوغ مع عارضة من نفس العمود على ارتفاع كأن يكون أقل من متر، وفي كل مرة يتم رفع العارضة (الحاجز) بضع سنتمرات. ويبدا المتسابقون بخط مستقيم يبعد عن العارضة ثم يركض المتسابق ليقفز بقوة دون أنّ تلمس قدماه العارضة وإلاّ تسقط على الأرض لكونه يعد خاسراً. وهكذا يتوالى البقية.  ومنها لعبة القفز بالحبل حيث يمسك المتسابق بالحبل ويبدأ بالقفز وأخر يحسب له دون أن يخطأ المتسابق  باشتباك أقدامه بالحبل أو يتم سحقه بالقدمين. في الأصل أنَّ هذه الألعاب الرياضية  مستوحاة من النشاط المدرسي، ودروة الألعاب الأولمبية التي تبث في البرنامج الأسبوعي الرياضة في الأسبوع أو ما ينشر في الصحف والمجلات.
  7. القتال بالبنادق الخشبية: لعبة يمارسها الصبيان تأثراً بالواقع العراقي حيث الحروب المدمرة والواقع العشائري عند حدوث مشاجرة أو عراضة لشهيد أو متوفي حيث تبرز الأسلحة واشهرها بندقية الكلاشنكوف التي  لا يكاد يخلو منها بيتاً عراقياً. يقوم الأطفال بصناعة بندقية من الخشب مع تيب مطاط (إطارات السيارات أو الباسيكلات) بسحب المطاط بين خشبتين تم وضعهما كمقبض مع قطعة من التنك تم تثبيتها بمسامير وملعقة طعام تم ربطها بالمطاط ولفها أكثر من مرة ثم تركها تدور حول نفسها لتضرب قطعة التنك ويكون صوتها هو صوت الرصاص. أما في الوقت الحاضر فإنَّ اغلب العاب الأطفال هو القتال بالبنادق البلاستيكية المستوردة من الخارج ذات المنشأ الصيني والتي يزداد الطلب عليها بمناسبات أعياد الفطر المبارك والأضحى المبارك، وتقليد الأطفال لما يروه ويشاهدوه من المسلسلات المدبلجة التي تكثر فيها الحركة  أو الألعاب النارية والمستوردة من الصين، وكرة القدم الإلكترونية، العاب (البلي ستيشن) العالمية التي طغت على الألعاب الأخرى وتسيدت الساحة مما جعل الألعاب الأخرى تنحسر وترفع راية الاستسلام ولا تخص الأطفال، بل الكبار أيضاً، إضافة إلى الألعاب الإلكترونية الخاصة بالقتال( يًنظر: أسعد شهاب اللامي، عشيرة النصيري في قضاء المْدَيْنَة، ط1 ،2018:ص320).*****
  8. قطار: وهي لعبة نهارية خاصة بالأولاد والبنات الذين تتراوح أعمارهم ما بين (7- 12 سنة). ويقفون على هيئة خط مستقيم كل واحد منهم خلف الأخر ويكون الأول بمثابة ماكنة القطار( رأس القطار)، والذين خلفه يمثلون عربات القطار، وأحياناً يقف أحدهم خارج التشكيلة وبيده راية صغيرة ملونة كأن تكون صفراء كما يحصل في محطات القطارات من خلال المشاهدة التلفازية. حيث يعطي الإشارة للقطار بالتحرك والدوران؟ وهم ينادون هذا قطار السريع … عيع …عيع…*****
  9. سباحة زركَ: لعبة خاصة بالأولاد الذين تتراوح أعمارهم ما بين(8-14 سنة) وتجري في الأنهار في أيام الصيف الحارة حيث يجتمعون على حافة الأنهار، وينزعون ثيابهم ويبدأون بالقفز في الماء على رؤوسهم (زركَ).*****
  10. جـــر الحبل: لعبة خاصة بالأطفال من كلا الجنسين، كانت تمارس في المدارس، حيث يتم تقسيم الأطفال إلى فريقين، وأحياناً فريق للبنات وأخر للأولاد، ويكون العدد ما بين( 5-10) أو أكثر. ويمسك كل فريق بطرف من أطراف الحبل، وفي منتصف المسافة يرسم خط مستقيم . عند بدأ إشارة الحكم كل فريق يسحب (جر) الحبل إلى صف فريقه باتجاه الخط المستقيم  حيث يتأرجح السباق بين شد وجذب ومن يسحب الفريق الأخر لجهة الخط  ويتجاوزه هو الفائز.
  11. الجراقي (طرقة الكبريت): لعبة مسلية للأولاد تسمى طكَطاكَة أو طكَاكَة أو جراقي، تصنع من خشبة بطول ذراع مع أقفال الخزانات وعلبة كبريت(شخاطة)، يتم تثبيت الأقفال على الخشبة بمطاط الإطارات( تيب) أو شريط لاصق أنّ توفر. تملأ فتحة القفل بمادة الكبريت ويوضع مسمار حديد مربوط بالتيب المطاطي وتضرب على الجدار أو الكاشي ليحترق الكبريت بصوت عالي.  حلت محلها مسدسات البلاستك( مسدس أبو البكرة) التي ترمي العتاد الجاهز. وكان القتال مستمراً بين الأطفال تأثراً بثقافة السلاح والأفلام ومسلسلات الكابوي والأكشن التي تعرض على شاشات التلفزة.
  12. لعبة القفز بالأكياس: لعبة مشتركة بين الأولاد والبنات، تلعب أنّ يرتدي المتسابق كيساً فارغاً( كَونية) للطحين أو الرز أو الشاي أو السكر. ويمسكون أطرافها بأيديهم، ويقف المتسابقون على خط مستقيم، وعند بدء إشارة الحكم ينطلق المتسابقون قفزاً كالنغر حتى يصلوا لخط النهاية. وسط تصفيق وتشجيع الأطفال الحاضرين.  
  13. لعبة طلعت الشميسة: من اناشيد الطفولة، ويعد الأكثر شيوعاً في الشارع أو المدرسة. كان الأطفال يرددونها عند هطول الأمطار وبعدها تكون الاجواء مشمسة وأفضل موسم لها فصل الربيع، رغم أنهّا تردد على طول السنة.

طِلعتْ الشُّميسة…على قَبرْ عيشه….

عيشه بنت الباشه…تلعبْ بالخِرْخاشه…

صَاح الديكْ(الديج) بالبستانْ… لله ينصرْ السلطان…

يا مُلَّـتنا اصرفينا… راح الوقتْ (الوكت) علينا…

وشمُـوسنا غابتْ…. ورواحنه ذابَــتْ….

طلعنا ليبرَّه …. شفْنا حبيب الله….

بيَـدهْ قلمْ فضة… يَكتبْ كنابَ الله…

يا فاطمة بنت النبي… أخذي كتابَ المنزلِ…

على صدر محمّد وعليّ.

*****

  1. غزاله غزلوكي:

غزالة غزلوكي… بلماي  دعبلوكي…

كَاعدة على الشط… كَاعدة تمشط…

أجاها نومي…كَاللها كَومي….

هذا حصانج…أشده وأركب…

على السكركب…سكركب البريه…

لا تبجين عليه… ابجي على حجولج…

حجولج  بـ 400.

اليوم حلت الألعاب النارية المختلفة ذات المنشأ الصيني محل الكثير من الألعاب الشعبية بعد أنّ غزت الأسواق العراقية ووصلت إلى أبعد نقطة من المدينة والقرية. ويفضل لعبها الأطفال، وسط انحسار كبير للألعاب الشعبية التي عُدت من الموروث الشعبي.

شاهد أيضاً

المرأة في الزبير واقع مرير ومحزن وبحاجة الى دراسة لانتشالها من واقعها الحالي

الاضواء / سهاد عبد الله تعيش المراة الزبير في وضع ماساوي شدسد الحساسية ن لعدة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.