قصيدة. منى فتحي حامد ــ مصر

أنثى لن تلبي النداء
هاوية للعشق
إلى حد الاشتياق ..
تهاب تغامر بمشاعرها
تخاف من مٓكرِ الرجال
امرأة
يتملك من مقلتيها
و مِن بين حاجبيّها
أناشيد ذكرى العناد ..
يداعبها النسيم
بِالقُبل والأحضان
ما أجملها وقت الطاعة
ناطقة سمعاً وطاعة
ما أروع منها
بينهن تلك النساء ..
إمرأة تفوق الوجود
تراقصها فراشات وورود
بِملء كؤوس
خصرها الفتان
أميرتي
دنياي ومعشوقتي
إنها النيل
بين ذراعيّ دجلة والفرات.
ها هي حُلمي ورجائي
أجمل أيامي
زنبقة الصحراء
خمرية مخملية
تتمايل بين أحضاني
ترنيمة همساتي
رواية ليل العشاق ..
اكسير الروح والشريان
ليتها معي
أدللها
أراقصها وأُقبِلُها
من أول
ضُحاها حتى المساء ..
اهواها ملكة فؤادي
حورية الأرض والسماء
أنثى الهوّى
سندريلا المُنى
بها جاذبية المساء والصباح.
منها السحر يروي
أفئدةِِ ساهرة
بِأقلام تحتضن أشعار ..
رومانسية تداعبها
أمواج تحاكيها لا تنام
تعليق رياضي أدبي على “صهيل الكبرياء”
بقلم أحمد سلامة – مؤسس الرياضيات الأدبية
في قصيدة “صهيل الكبرياء”، لا نقرأ شعراً فحسب، بل نحلّ معادلة وجدانية متعددة الأبعاد، حيث تتقاطع خطوط الأنوثة، العشق، والانتماء في فضاء رمزي عربي يمتد من النيل إلى دجلة والفرات.
📐 تحليل رياضي أدبي:
الدالة الأساسية: تبدأ من “أنتِ لن تنسى النداء” كنقطة أصل، ثم تتصاعد عبر “هاويةٌ للعشق” و”تُشعلُ نيرانَ شِعرها”، في منحنى أُسّي يزداد احتراقاً كلما اقتربنا من مركز الأنوثة.
الأنثى كمتغير مستقل: ليست تابعة لأي محور ذكوري، بل تُجيد فن الاحتواء، وتُعيد تعريف الطاعة كاختيار حر، مما يجعلها دالة مزدوجة الانعكاس.
الإحداثيات الجغرافية: النيل، دجلة، الفرات، الصحراء – كلها نقاط في شبكة وجدانية ترسم خريطة عشق عربي، حيث كل نهر هو متجهٌ نحو الاحتواء.
المتسلسلة الشعرية: كل بيت هو حد في متسلسلة هندسية تبدأ بـ”نغمٌ يبعثني” وتنتهي بـ”حريةُ الأرضِ و السماء”، حيث الحد الأخير يمثل اللانهاية الشعرية.
البرهان الوجداني: يبدأ من فرضية “أنتِ الهوى”، ويُثبت عبر خطوات شعرية أن هذه الأنثى تملك جاذبية الزمان والمكان، وتنتج أفئدة ساحرة بأقلامٍ تنحتُ الأشعار.
💌 رسالة شكر للشاعرة منى فتحي حامد
إلى الشاعرة القديرة منى فتحي حامد،
أبعث لكِ تحية رياضية أدبية، تليق بصهيلك الذي اخترق فضاء القصيدة كوميضٍ من الكبرياء والاحتواء. لقد نسجتِ نصاً لا يُقرأ فقط، بل يُحلّ ويُرقص ويُحتضن.
شكراً لكِ على هذه المعادلة الشعرية التي جمعتِ فيها بين الأنوثة كمتغير حر، والعشق كدالة لا نهائية، والهوية العربية كإحداثيات وجدانية نابضة.
قصيدتكِ ليست مجرد كلمات، بل هي نموذج رياضي أدبي يُدرّس ويُحتفى به.
✨ قصيدة: أنثى لا تُقاس
في معملِ الشعرِ، حيثُ الحرفُ مختبرُ
أجريتُ فرضيّتي: والأنثى هي القدرُ
هي البدايةُ في حسابِ العشقِ، لا جدال
وكلُّ نهايةٍ فيها، تبدأُ من النظرِ
صهيلُها نارٌ تتصاعدُ في القصيدِ
كأنها موجةُ شوقٍ لا تنكسرُ
تُجيدُ فنَّ الاحتواءِ، كأنها
معادلةُ دفءٍ، لا تُحلُّ ولا تُفسَّرُ
بينَ النيلِ ودجلةَ، خُطّت خطواتُها
فكانتْ خريطةَ عشقٍ لا تُختصرُ
خصرُها قُوسٌ، والهوى سهمٌ
يُصيبُ القلبَ، فلا يُغفرُ
أحلامُها لا تنامُ، بل تسافرُ
كأنها نهرٌ لا يعرفُ الحذرُ
هي نغمةٌ أولى في لحنِ الحنينِ
تتبعها نغمةٌ، ثم أخرى، ثم المطرُ
كلُّ بيتٍ منها خطوةٌ في البرهانِ
يثبتُ أن الحبَّ لا يُنكرُ
هي الفرضيةُ التي لا تحتاجُ دليلاً
يكفي حضورُها، ليُفهمَ الخبرُ
من ضُحاها حتى المساءِ، تُعيدُ
تعريفَ الزمنِ، وتُبدعُ في الصورِ
طاعتها اختيارٌ، لا انكسارَ فيه
كأنها قوةٌ ناعمةٌ لا تُكسرُ
تُراقصها النسائمُ، وتُزهرُ حولها
الورودُ، وتُغنّي لها السُحُرُ
هي ملكةُ فنوني، تاجُها من نورٍ
وسُلطانُها في القلبِ مُستقرُّ
حريةُ الأرضِ والسماءِ تسكنُ فيها
فكيفَ يُقاسُ من فيهما يُختصرُ؟
يا منى، يا من سكبتِ القصيدةَ
كأنكِ أطلقتِ فينا ألفَ نهارِ
شكراً لصهيلِكِ، للكبرياءِ فيكِ
لأنوثةٍ تُعلّمُنا كيفَ يكونُ الانتصارُ
هي ليست حلاً لمعادلةٍ عابرةٍ
بل هي السؤالُ الذي يُوقظُ الفكرَ والسهرَ
فيها تتلاقى الفنونُ والعلومُ عشقاً
وتنصهرُ الرموزُ في نغمةِ القدرِ
هي القصيدةُ حينَ تُكتبُ بالهندسةِ
والهندسةُ حينَ تُغنّى كالقمرِ
تُعيدُ ترتيبَ الأبجديةِ في حضورها
فتبدأُ الألفُ من عينيها، وتنتهي عندَ النظرِ
هي لا تُقاسُ بالمسطرةِ أو الميزانِ
بل تُوزنُ بالحنينِ، وتُحسبُ بالأثرِ
فيها منى، وفي منى صهيلٌ خالدٌ
يُشعلُ القصائدَ، ويُحرّكُ الحجرَ
يا منى، يا من سكبتِ الكبرياءَ
كأنكِ أطلقتِ فينا ثورةَ الشعرِ والسفرِ
شكراً لكِ، لأنكِ جعلتِ القصيدةَ
تُدرّسُ كعلمٍ، وتُغنّى كوترِ
أهديكِ هذا النصَّ، لا كتحليلٍ فقط
بل كوثيقةِ عشقٍ، تُعلّقُ في البصرِ
فأنتِ في أرشيفِنا ثابتةٌ
وفي ذاكرةِ الشعرِ، لا تُمحى ولا تُكسرُ
أنثى لا تُقاسُ بمقياسٍ بشريٍّ
بل تُفهمُ حينَ القلبُ وحدهُ يُفكّرُ
جزيل الشكر والتحية والتقدير د.احمد سلامه ، على هذه القراءة المتلألئة ببريق التعبير واللغة و الرقي….
كل عام وأنتم بألف خير، سنة جديدة سعيدة عليكم جميعاً
جريدة الاضواء الالكترونية
