بقلم : عماد بعو ـ كربلاء
ما إن تقترب الانتخابات حتى تتحول الشوارع إلى معرض فني كبير لصور المبتسمة من كل زاوية وشعارات تخبل ووعود لو تحققت لكنا في مصاف الدول العظمى !! .
لكن ما إن تنتهي الانتخابات حتى تختفي تلك الابتسامات وتذوب اللافتات كما تذوب الأحلام تحت شمس الواقع.
شعارات (( نخدم المواطن ، نبني المستقبل ، نحو التغيير )) عبارات سمعناها حتى فقدت معناها وكأن كل مرشح يعتقد أن كلمة ( الإصلاح) تكفي لتغسل ذنوب الماضي.
أحدهم يعد بتوفير فرص عمل والآخر يتحدث عن الكهرباء وثالث يعد بمكافحة الفساد بينما يعلم الجميع أن الفساد هو من يختارهم لا هم من يحاربونه!! .
المفارقة المضحكة أن بعض الوجوه تظهر في كل انتخابات وكأنها لا تهزم أبداً بالرغم أن الناس لم يروا منها سوى البيانات والابتسامات في اللافتات.
ربما السر في تصميم الصورة أو في الخط العريض الذي كتبوا به (( خادم الشعب نعم، خادم الشعب)) لكن فقط في المواسم الانتخابية!!.
المواطن اليوم لا يريد شعارات تعلق بل أفعال تنفذ.
يريد نائباً يعرف همومه لا عنوان بيته فقط ومرشحاً يسمع صوته لا يشتري صوته.
لقد تعب الناس من الأحلام المؤجلة ومن الوعود التي لا تسكن سوى في الإعلانات.
فليعلم كل من يرفع شعاراً ن الوعي تغير وأن المواطن لم يعد يقرأ اللافتة بعينيه بل بذاكرته التي تحفظ جيداً من وعد ولم يف .
الزمن تغير والناس صارت تضحك على الشعارات قبل أن تصدقها لأن التجربة أثبتت أن أكثر الوعود لمعاناً… هي أكثرها فراغاً.