الرئيسية / آراء حرة / حمام الحريم(النساء)

حمام الحريم(النساء)

كتب : زكي الديراوي ـ البصرة ـ العراق

ملاحظة لابد منها : (لصديقي المقرب المثقف عندما أكتب عن الخمر فهذا ليس معناه اني اعاقره وحضرتك لست معصوما بالدنيا ولك حق الانتقاد على الخاص ..وان كتبت عن الزنى فلست ؟ وان كتبت عن الصلاة والايمان فهذه يعرفها الله وحده ولست بعلام للغيب. ) الرجاء لاتكتب على الخاص .مقصودة ونصف ..
حمام النساء.

كلمة حمام بالاستخدام العراقي مكان الاستحمام وليس السباحة او الاستحمام والسياحة على السواحل ..كما هي مثلا منطقة الحمامات في الشقيقة تونس..والسواحل المنتشرة في البلدان التي تقع على البحار ..كسوريا الشقيقة ولبنان الشقيق .ومصر الشقيقة.والمغرب والكثير من دول العالم ..تلك سياحة لها طقوسها كل حسب ثقافة شعبه ..ولها حكايات وحكايات لا تعد من جمالها وندرتها..
والقصد هنا الحمام ..والحمام موجود في كل بيت ..ولكن هنالك حمامات باسواق المدن منها حمامات رجالية واخرى نسائية ..
من خلال الاطلاع ان اغلب النساء ان لم تكن جميع نساء المغرب يرتدن حمامات نسائية مختصة خارج البيت في السوق وهناك يوم خاص وطقوس جميلة ومهمة للمراة المغربية تقوم بها خلال ارتيادها هذه الحمامات ..
ومن لم يعرف او يخطر بباله ان في مدينة البصره كانت هنالك حمامات نسائية ورجالية..وحتى في منطقة المعقل بجانب مدينة الالعاب قرب تجنيد المعقل سابقا كان هنالك حمام تم جدولة ايام الاسبوع بالتساوي يوما للنساء وآخر للرجال وهذا الحمام كان يقدم خدماته للمجتمع مجانا.. ليلة أمس الحفيدات تارة يطلبن اشاركهن باللعب وتارة يتلاعبن بالهاتف والحاسبة والأوراق ويتم حرماني من الكتابة وفقدان وضياع اغلب الأفكار.. خلال لعبهن تمزق شعر المدالية للحفيدة الوسطى خلال التفافها على العجلة وحزنت كثيرا واخذت تبكي ..تعهدت لها بجلب واحدة بديلة ..اقنعتها بصعوبة غدا ساجلب لها مثلها هدية.. .
قبل منامها قالت جدا تصبح على خير.بعد دقائق أطلت برأسها مؤكدة جدو ارجوك لاتنسى المدالية..حاضر..حاضر من عينى..
فكان صباح اليوم وانطلقت لقضاء بعض الأعمال المهمة والانسانية ..لم أنتبه حتى حلت الساعة الثانية والنصف ظهرا ..الحرارة مرتفعة جدا..فقال ابني ..هناك اتصال من البيت حان وقت الغداء ..كيف لي العودة ولم اف بالعهد..
اتجهت العشار..باتجاه سوق العطارين الذي لم ازره من زمن طويل ..استغربت من انقلاب السوق رأسا على عقب ..ليس هذا السوق الذي عرفته منذ طفولتي .. وقفت أمام محل عطارة وسألته عن بعض المواد ..واشتريت زبيب .وتين مجفف وقمر الدين فهو افضل من الحلويات والشكولاتة مع زمن التلوث والقلق من فايروس كورونا ..
سالت العطار : كم سنة وانت بالمهنة ..قال من أربعين عاما ..ورثت العمل من ابي وابي من جدي ..
اتعرف حجي عباس العطار.. .نعم ابي حدثنا عنه هذا هو محله بالمقابل ..تغير كل شيء في السوق .. أتذكره رجل قصير سمين بعض الشيء..ابيض اللون لحية خفيفة سوداء صوته ابح ..تزدحم وقتها النساء عليه والرجال..وكأنه صيدلي خبير..يخلط سوائل ويسكبها بقنينة بيبسي كولا فارغة او اي قنينة ويغلقها بفلينة تسمى تبدوره ويقول للمريض تشرب فنجان بهكذا وقت ..وبقية الأدوية يطحنها بالهاون ويضعها بكيس ورق ويؤكد لك ستشفى غدا ..
تصفحت المحلات ليست كما كانت والاهم الناس ليسوا كما الناس سابقا ..ابوعباس يجبرك الجلوس على كرسي من الخشب مع ضيافة الشاي ..ويقبل اي مبلغ ثمنا للدواء والفقير مجانا ..
حصلت على المدالية بصعوبة وبنفس اللون ..من محل بأحد القيصريات..
نتمشى وعادت الذكريات خطوة بخطوة كل خطوة كنت اتذكر لمن هذا المحل ..هنا كانت مقهى التجار وهنا هنا …كان بيت الخال قريبا من هنا .(بشمرة عصا كما يقول البدوي) وقفت قرب مكان وغبت فيه عن هذا الزمان ..عدت لطفولتي ..انتبه ابني للامر ..ما تريد يا ابي..اريد دخول حمام النساء ..استغرب..تريد دخول التواليت..لا ولدي ..سأخبرك الامر ..هنا كان حمام النساء ..استغرب ابني وربما لم يصدق..انها قيصرية اي حمام ..اين الحمام ؟
كان عمري وقتها بين الخامسة والسادسة عاما..
جئت مع امي رحمها الله وأربعة من نسوة المحلة ومعهن بنت شابة الليلة هي ليلة زفافها ولابد من تحضيرها وغسلها بالكامل في الحمام ..كما يقولون غسل وتشحيم .والبعض يسميها (هلس الباجة) .جميع النسوة يرتدين الثياب الطويلة والعباءة السوداء..في باب الحمام رجل ضخم سمين يربط بطنه بحزام اكس ست مرات اكس لارج يجلس على مصطبة خشبية كبيرة وامامه طاولة فيها صابون رقي وليف وخيوط بيضاء تستخدم للحفافة والتقاط الشعر وعلب بودر انكليزية تستخدم للحفافة وتعطير الجسم .. قالت امي توجه من هذا الطريق لبيت خالك ..لم امتثل بكلامها وحاولت الدخول خلف النساء ضحك الرجل السمين قائلا..انت العريس .. نزلت خمسة درجات استقبلتنا امراة طويلة نشيطة من مظهرها قائلة ماما انت تسبح بحمام الرجال ..انتبهت امي رحمها الله واخذتني لبيت الخال ..
كانت هناك ثقافة خاصة وتراث وطقوس للاسف انقرضت الان وتطورت والحكم للناس ماهو الافضل.. خلال حياتي
دخلت حمام الرجال عدة مرات ..
أوجز واحدة منها ..
كنا مجموعة شباب في العمل ..واتفقنا ان تذهب لحمام الكرامة في العشار وقتها كان في البصرة حمام قرب الخضارة..سوق الخضار..والثاني في منطقة السيف على مااذكر..والثالث عند بداية السوق من ساحة ام البروم بعد افران الحلويات في الدربونة الصغيرة على اليمين..
كان بعض الرجال في الحمام يخلعون جميع ثيابهم بالاستحمام وياخذون وزرة قماش من صاحب الحمام ..عند دخول الحمام يعطيك صاحب الحمام مفتاح مربوط بخيط مطاط يربط شبيه بسوار الساعة اليدوية باليد.. المفتاح لقفل الدولاب الذي يحتفظ الزبون فيها ثيابه والمناشف وبالإمكان وضع الأمانات النقدية والهوية لدى الإدارة..وهناك رجال اختصاصهم التدليك بكفوف خشنة صنعت حياكتها من خيوط خشنة خاصة …داخل الحمام ظلام كثيف من البخار بعد الدخول بدقائق وخلال التعرق تنزل الأوساخ والدهون لوحدها فيقوم المدلك بإخراج فتائل من الاطيان الممزوجة بدهون الجسم ..فعندما تخرج من الحمام كانك انسان جديد خفيف ..وكان العرسان يستخدمون مادة اسمها دوا الحمام خاصة لإزالة الشعر وكثيرا ما كانت تحرق جلد من لايعرف استخدامها لان من مكوناتها مادة كبريتية.. وما حدث خلال الاستحمام والرهان سينشر في كتاب خاص ..
فقد السوق نكهته القديمة فلسنا من احتفظ بتراثه القديم وطراز ذلك السوق الرائع المنظم والذي لم يتجاوز احد على رصيف او ممر ..ولسنا من اتخذ الحداثة في البناء والتخطيط العمراني الصحيح .. ياديرتي مالك علينا لوم ..

شاهد أيضاً

بقلم: المستشار د. فاتن بدر السادة ـ  قطر  كنوز مبدعة تحقيق التميز في خدمة العملاء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.