الرئيسية / الثقافية / الفتاة الصغيرة ..  للكاتبة كاثرين مانسفيلد

الفتاة الصغيرة ..  للكاتبة كاثرين مانسفيلد

ترجمة  : الطالب عباس جواد حميد

جامعة البصرة / كلية التربية للعلوم الإنسانية/ قسم اللغة الإنجليزية

كانت الفتاةُ الصغيرة تخشى شخصاً وتتجنبهُ. في كل صباح قبل الذهاب إلى العمل ، يأتي للغرفة الخاصة بالأطفال ويعطيها قبلة شكلية( اي بدون مبالاة) وتردُ عليه مع السلامة أيها الأب . ويا للأحساس الجيد عند سماعها ضوضاء العربة وكيف بدأت الدابةُ يُغمى عليها ، إلى أن أُغميَ عليها أسفل الطريق الطويل.

في المساء، متكئة على جانب السلم عند عودته إلى المنزل ، سمعت صوته العالي في القاعة ” احضر لي الشاي إلى غرفة التدخين …. الم تأتِ الورقة بعد ؟ هل أخذوها إلى المطبخ مرة أخرى؟
أمي ، اذهبي وانظري فيما اذا كانت ورقتي موجودة واحظري لي نعلي.

“كيزيا” نادتها أمها ” إذا كُنتِ فتاةٌ جيدة يمكنك النزول وخلعُ حذاء ِ أبيكِ. نزلت الفتاة السلم ببطء وتمسك بأحكام الدرابزين الخاص بلسُلمَّ ( المحجَّر في اللغة العراقية العامية ) بيدٍ واحدةٍ ، واكثر بطأً إلى أن عبرت القاعة وفتحت الباب الخاص بغرفة التدخين.

أثناء ذلك الوقت ، كان يرتدي/يُركَّب نظاراتِهِ وينظر للفتاة الصغيرة بطريقة مرعبة.

” حسنا ، كيزيا، اذهبوا واسحبوا هذه الأحذية وخذوها للخارج.
هل كُنتِ فتاةُ مطيعةٌ جيدة اليوم ؟
اننننننننا لااااااعرف أبي ( هنا على ما يبدو أن الفتاة تلعثمت)
أنتِ لا تعرفين؟
إذا كنتِ تتلعثمين مثل تلك الأم ، لابد من اخذك إلى الدكتور .

تتخلى عن هذه الحاله ولم تتلعثم مع الناس الآخرين عدا والدها .
لكنها تسعى جاهدةٌ أن تقول الكلمات بشكلِها الصحيح .

” ما الأمر؟ ما الذي تبحثين عنه بهذه الطريقة البائسة؟ أمي ، أتمنى أن تُعلّموا هذا الطفل ألا يضهر على حافة الأنتحار ….كيزيا ، هنا احضري فنجان الشاي على المائدة بحذر ؛ يداكِ هزيلتان أشبه بسيدة عجوز. وحاولي أن تضعي منديلكِ بجيبكِ وليسَ في ردنِك.
نننننعم أبي .

يوم الأحد جلست في نفس المكان معه في الكنيسة ، تستمع بينما كان يُغني بصوت عال وواضح ، تُشاهد ، بينما كان يكتب بعض الملاحظات الصغيرة خلال الخطبه بقلم رصاص أزرق على ضهر الظرف…. لقد ضيق عينيه حتى أصبحتا كالشق. ويدهُ تدق وشماً صامتا على حافة مقصورة الكنيسة ،
قال صلاته بصوت عال جدا وكنت متأكدة أن الله سمعهُ أسمى أو أكثر من رجل الدين.

كان كبيراً جداً – يديه ورقبته خصوصا فمه عندما تثاءب. التفكير بهِ وحده في الحضانة( الغرفه الخاصه بها ) كان أشبه التفكير بجَبّارٍ.

مساء يوم الأحد، أرسلتها جدتها للأسفل إلى غرفة الرسم مرتديةٌ ثوباً بُنياً ناعماً لتتحدث مع أمها وأبيها. لكن الفتاة الصغيرة دائماً تجد أمها أمّا تُخطط أو تقرأ وألاب ممتدّاً/مستلقياً على الأريكة ، ومنديله على وجهِ ، وقدماه مسندتان على واحدة من أفضل وسائد الأريكة ، ينام نوماً عميقاً إلى درجة أنهُ كان يشخر.

جلستُ على كُرسي البيانو ، وشاهدته بِشدة / بِتمعن حتى أستيقظ وأمتدَّ ، و سألَ عن الوقت ثم نظر إليها.
لاتحدقين كيزيا تبدين مثل ألبومه البنيه الصغيرة.

ذات يوم ، عندما تم إبقائها في الداخل والطقس بارد ، أخبرتها جدتها أن الأسبوع المقبل سوف يكون عيد ميلاد أبيها ، وأقترحت عليها أن تحظر هدية من قطعة جميلة مصنوعة من الحرير الأصفر.

بمشقة ، أحاكت الفتاة الصغيرة ثلاث جوانب من القطن المزدوج. لكن ما املأهُ؟ كان هذا السؤال . كانت الجدة بالخارج في الحديقة ، وتجولت في غرفة الأم للبحث عن قصاصات “. أكتشف على طاولة السرير العديد من الملاءات الورقية الجميلة ، وجمّعتها، ومزقتهم إلى قطع صغيرة ، وملأت هديتها ، بعدها حاكت الجانب الرابع .

في تلك الليلة كان كان هنالك بكاءٌ وصياح في المنزل. فقد فُقد خطاب الأب العظيم لهيئة الموانئ ، وتم نهب الغرف و أستجواب الخدم.
أخيرا جاءت الأم إلى الحظانه ( غرفة الأطفال ). ” كيزيا ، أفترض أنكِ لم ترِ بعض الأوراق على الطاولة بغرفتنا؟”
قالت : “اوه نعم 😊” لقد مزقتهم من أجل جائزتي”.
” ماذا!” صرخت الأم.
تعالي مباشرة ً إلى غرفة الطعام في هذه اللحظة.
وتم أخذها إلى حيث كان الأب يسير ذهابا واياباً ويديه خلفَ ظهره.
“حسنا؟” قال بحدة.
وأوضحت الأم
لكنه وقف وحدّق على الطفلة بطريقة غريبة.
“هل فعلت ذلك؟”
لا-لا-لا همسَت.
“الأم ، أذهب إلى الحضانة وجلب الشي اللعين ، أنظر أن الطفلة نامت في هذه اللحظة.

بكت كثيراً لتشرح ،
وهي ترقد في غرفة مظللة تشاهد ضوء
المساء ينخل عبر الستائر الفينيسية وتتبع نمطاً حزيناً على الأرض.

ثم دخل الأب إلى الغرفة مع مسطرة بيده.
قال ” سوف أجلُدكِ بالسوط بسبب فعلتك ،؟
” اوه كلا كلا ! صرخت وهي تخفي نفسها تحت أغطية ملابسِ السرير.
سحبها جانبا.
قال ” أجلسي، وأمسكِ يديك.

يجب أن تعلم ولو لمرة واحدة.
وعلى الجميع الا يمسوا ما لا يخصهم “.
” ولكن كان ذلك بمناسبة عيد ميلادك.”
نزل/ضرب بالمسطرة على راحتيها الوردية الصغيرة.

بعد ذلك بساعات ، عندما لفتها جدتها في شال وهزتها على كُرسيٌ هزاز .
وأحتضنت الطفلة بالقُرب من جسدِها الناعم.
” لماذا خلق يسوع الآباء؟ وبكت/ تنهدت.

” هذه قطعة محرمة نقية ، عزيزتي ،
مع بعض ماء اللافندر ، أذهبي إلى النوم ،
سينسى اللُطفاء كل شي في الصباح .
حاولت أن أشرح للأب ، لكنه كان مُنزعجاً جداً من الإستماع ليلاً”.
لكن الطفلة لم تنسَ أبداً.

في المرة القادمة التي رأيتهُ فيها أخفت يديها خلف ظهرها ، وطار لونٌ أحمر على خديها.

عاش الماكدونالدز في الجوار . وعنده خمسة أطفال .
بالنظر من خلال فتحة في سياج حديقة الخضروات ، شاهدتهم الفتاة الصغيرة يلعبون لعبة “البطاقة” في المساء.
الأب مع الطفل ماك على كتفيهِ ، فتاتين متعلقات/ ماسكات بذيلِ معطفه ، يركضُ حول مشاتل الزُهور ، ويرتجف من الضحك .
بِمجرد أن رأت الأولاد يديرون الخرطوم عليه – أُقلب الخرطوم عليه ( الخرطوم ويعني أنبوب خاص بالمياه )وقام بأِمساكهم به ، ودغدغهم حتى أُصيبوا بالفواق.
بذلك الوقت علمت أن هنالك أنواعٌ مُختلفة مَن الآباء.

في أحد الأيام ، فجأةً ، أصبحت الأمُ مريضة ، وقادت/ذهبت هي وجدتها إلى المدينة بعربة مُغلقة .
تُرِكت الطِفلةُ وحدها في المنزل مع أليس ” الجنرال “.
كل شي كان على ما يرام في النهار ، ولكن بينما أليس كانت تضعها على السرير ، أصبحت خائفة فجأة .
” ماذا سأفعل إن مررتُ بِكابوس؟” سئلت.
غالباً ما أُواجه كابوساً ، ثم تأخذني الجدة إلى فراشها،
لا يمكنني البقاء في الظلام – كُل شي سيكون همساً….. ماذا أفعل ؟ “
قالت أليس ، تذهبين إلى النوم . أيتُها الطِفلة” ، تخلع جوارِبها وتضربها على الفراش ، ولا تصرخي وتوقضي ردائتك”.
لكن الكابوس القديم نفسهُ جاء –
الجزار ومعه سكين وحبل ازداد قًرباً ، ويبتسم تِلك الإبتسامة المخيفة ، في حين أنها لا تستطيع التحرك ، لازالت تتحمل إلى أن ، صرخت ، الجدة ، الجدة!”
أستيقظت وهي ترتجف لرؤية الأب بِجانب سريرها وشمعةٌ بِيده.

ما الأمر؟” قال .

” أوه ، سكين الجزّار – أُريدُ جدتي .
نفخ الشمعة ، وأنحنى وألقى بلطفلة على ذراعيه ، وحملها على طول الممر إلى غرفة النوم الكبيرة.
كانت مجلة على السرير ، ونصف سيجارة مدخنة ومصباحُ قراءةَ خاصٌ به.
رمى الورق على الأرض ، وألقى السيجارة في الموقد ، وحضن الطفلة بعناية. أستلقى بِجانبها ، وكان يشعرُ بالنعاس بشدة.
لا تزال تتذكر أبتسامة الجزّار ،
على ما يبدو ،أنها تسللت بلقُربِ منه ، كرفست / وضعت رأسها تحت ذراعه ، وأمسكت بإحكام ببجامته.

حينَئذٍ أصبح الظلام ليس بمشكلة 😊
لاتزال مستلقية.
قال الأب ” افركي قَدَميكِ على ساقي ودفئيهما هُنا “.
نام قبل الفتاة الصغيرة من شدة التعب .
مرت بشعورٍ مُضحك .
والدٌ مسكين !
ليس كبيراً جداً ، بعد كل شي ومع عدم وجود أحد لرعايته … كان أصعب مِن الجدة ، لكنها كانت صعوبة جميلة …. في كُلِ يوماً كان عليه أن يعمل وكان مُتعباً للغاية ليكون السيد ماكدونالد…… لقد مزقتُ كُلَ كتاباته الجميلة …. تحركت فجأة وبكت/ تنهدت .

” ما الأمر؟” سأل الأب. ” حلمٌ آخر ؟”
“اوه” قالت الفتاة الصغيرة ، رأسي على قلبك ؛ يمكنني سماع ذلك ( سماع دقات قلبك ) .
يا له من قلبٌ كبيرٌ لديك يا أبي العزيز.

شاهد أيضاً

صدور كتاب (فلسفة الحرية في النص المسرحي العربي المعاصر) للباحث البصري (صلاح حمادي الحجاج)

الأضواء / حيدر علي الاسدي صدر عن الهيئة العربية للمسرح في الامارات كتاب (فلسفة الحرية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.