الرئيسية / آراء حرة / التعليم الالكتروني بين الازدهار و الهاوية

التعليم الالكتروني بين الازدهار و الهاوية

كتب: محمد شاكر الاسدي ـ العراق

 

أن استخدام الانترنت اصبح جزء لا يتجزأ من ضروريات حياتنا اليومية. و نرى بأن جميع الناس لا يستغنون عن استخدامه لأغراض عده سواء كانت لغرض الدارسة او اللهو او التجارة. ان الثورة الرقمية التي حصلت في الاونة الاخيرة لم تغزوا العراق وحده فحسب، بل غزت جميع ارجاء العالم. و نرى بأن شبكة الانترنت دخلت كل منازل العراقيين و تم استخدامها من جميع الفئات العمرية و على مختلف الطبقات الاجتماعية من خلال استخدام الاجهزة اللوحية و المكتبية و الاجهزة الالكترونية الاخرى.و حسب ما ذكره موقع (Hoot Suite) فأن هنالك قفزة نوعية في استخدام الانترنت في العراق، حيث وصل عدد المستخدمين الى اكثر من واحد و عشرون مليون مستخدم. ان هذا العدد الهائل من المستخدمين يؤهلنا بأن نعمل على استخدام شبكة الانترنت لتطوير الجانب التعليمي في العراق. في الاونة الاخيرة، ضربت جائحة كورونا (كوفيد-19) مصالح العديد من المؤسسات الحكومية و الغير حكومية و القطاع الخاص و المشترك. و اضرت الجائحة بالتعليم في العراق لذلك اصبح من الضروري ايجاد بدائل التي تعمل على تواصل التعليم الذي يكفله الدستور للعراقيين. و حسب توجيهات الحكومة العراقية و منظمة الصحة الدولية فأن التعليم الالكتروني مجدي لضمان استمرار التعليم بالعراق و يمكن من خلاله تطبيق التباعد الاجتماعي لتقيل تفشي المرض في البلاد.

في ضل التحديات الي يواجهها العراق في محاربة جائحة كورونا، شرعت وزارة التعليم العالي و البحث العلمي العراقية بأطلاق التعليم الالكتروني لضمان استمرار التعليم الالكاديمي للطلبة. ان انتشار الجائحة منذ بداية مطلع العام الحالي ادى الى شلل تام في منظومة التعليم في العراق. و كانت احد الوسائل البديلة لأستمرار التعليم هو التعليم الالكتروني او التعليم عن بعد. و تمتلك تقنية التعليم الألكتروني بعض الصفات التي تجعلها تزدهر خلال فترة جيزة حيث يحصل الطالب على محاضراته في المنزل دون بذل اي جهد بدني او مادي و ان التعليم عن بعد يخفف الازدحام المروري الذي قد يحصل اثناء الدوام الرسمي. اضافة الى ذلك، لا يوجد اي تعطيل بالمحاضرات بسبب اي عطله و يساعد الطالب على المشاركة بدون اي خجل من زملائه و كذلك يطور التعليم عن بعد مهارات استخدام البرامج الالكترونية و الحاسوب لدى الاستاذ و الطالب. و هنالك العديد من الفوائد الاخرى التي قد تلقي بضلالها على التعليم الالكتروني. و بالرغم من ذكر كل الصفات الايجابية للتعليم، فأن التعليم الاكتروني لا يخلو من العيوب التي قد تطيح به و يجعله غير ناجح في العراق.

هنالك عدة مشاكل و عقابات التي تواجه التعليم الالكتروني و التي قد تطيح به و بفتره وجيزة. ان ضعف شبكة الانترنت و تهريب السعات خارج العراق  و الاستخدام المفرط للأنترنت من قبل المستخدمين و عدم استخدام الاشتراك الذي يتناسب مع استخدامته اليوميه من اهم الاسباب التي تربك عملية التعليم عن بعد في العراق. ان التعليم الالكتروني يحتاج الى شبكة انترنت متقدمة ذات سعات عالية و السبب يعوز الى اغلب البرامج المستخدمة للتعليم تحتاج الى نقل صوت و صورة  و الغرض من ذلك لخلق اجواء دراسية للطالب. و يحتاج ايضا التعليم الالكتروني بأن يكون لدى الطلبة اجهزه لوحية او اجهزة حاسوب و الكل يعلم بأن ليس كل الطلبة يتملكون القوة الشرائية لتوفير هكذا اجهزة. و من الجدير بالذكر بأن هذه البرامج جديدة على  اغلب الطلبة و الاساتذة لذلك كلاهما يواجه صعوبه في ادارة و استخدام تلك البرامج. ان التعليم الاللكتروني يحد ايضا من مشاركة الطالب اثناء المحاضرة و يحرمه من المشاركة الخطية و تنحصر مشاركته على الاسئله اللفظية و عدم وجود جو دراسي ملائم داخل المنزل و عدم التزام الطالب بالمحاضرات داخل المنزل. كل هذه الامور قد تؤدي الى فشل العملية و تكون غير مجدية الاستخدام في العراق.

ان استخدام تقنية التعليم الالكتروني للتعليم الاكاديمي نوع جديد على مجتمعنا و ان نجاح التجربة من عدمها تعتمد على الحكومة اولا من خلال توفير سعات انترنت عالية الجودة و ادارة الكترونية صحيحه. و تعتمد ايضا على الاستاذ و الطالب من خلال القاء محاضرات علمية ذات جدوى  التي تجعل الطالب يتمتع و يلتزم بحضوره بتلك المحاضرات و يساعد الطالب على خلق جو دراسي ملائم له في المنزل. ان نجاح تلك العملية تعتبر قفزة نوعية في مجال التعليم في العراق و التي قد تجعل العراق من الدول المتقدمة في مجال التعليم الالكتروني.

شاهد أيضاً

بقلم: المستشار د. فاتن بدر السادة ـ  قطر  كنوز مبدعة تحقيق التميز في خدمة العملاء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.