الرئيسية / آراء حرة / الكزيزه  .. صوره وتاريخ  وزمن الاستعمار الاول

الكزيزه  .. صوره وتاريخ  وزمن الاستعمار الاول

كتب : ناصر العبودي ـ العراق ـ البصرة

الكزيزه المدينة الصغيره التي تقع على الطريق السريع غرب منطقة ٥ ميل المعروفه بالبصره للكزيزه قصة ترتبط بالاستعمار الانكليزي للعراق ارتباطا وثيقا وسميت بهذا الاسم بناء على ذاك تحديدا يسئل سائل كيف والجواب هو الابسط اذ ان جنود المستعمر البريطاني وضباطه ورجالاته كانوا يسكنون بمنطقة المعقل وحت منطقة النجيبيه ومنطقة مطار البصره القديم وفندق شط العرب هذه مناطق تواجد عناصر العمل البريطاني وقادة الجند في حين ان هناك موضعي سكن للمرتزقه هم الصينيين ودورهم اقرب الدور الى دور قادة ورجال المستعمر حيث بنيت لهم دور حديثه وان كانت اقل شاءن من احياء الانكليز وهي منطقة الجين كم…اي كم الصين وهو لايزال في بعض بيوته على حاله بزمن الانكليز وهو بناء جميل سقفه من الجينكوا ..ومساحته عريضه وحديقه وتمتد دور الصينيين الى بوابة ملعب المواني تقريبا وتتوسطها كنيسه صينيه هى بعكس اتجاه شارع الملعب وهذا الحي يضمن سلامة وحراسة احياء الانكليز الراقيه بالمعقل والممتدة بين قبة المواني المعروفه حتى شارع اجنادين يتوسطها نادي وسينما البورت كلاب …اضافه الى شرطة نوري السعيد او هكذا يسميهم العراقيين فهم شرطه من السود الاقوياء يمسكون الطرقات الموديه للاحياء خوفا عن الانكليز ، اما الدرجه الثنيه من المرتزقه فهم الهنود …وكانوا يسكنون احياء بسيطه وليس منهم ضباب بل ظباط صف وجنود وبسكنون الومبي الحاليه تحديدا ..والومبي وتوا هى تسميات ورموز بريطانيه وكانت عباره عن غرفه ومرافق وحمام فقط من الطابوق ومجاري نضاميه ووضعت بهذا المكان ….لسبب هو ان الهنود لايعملون داخل المدينه بل جنود قاعدة الشعيبه للمدفعيه والخياله والمشاة وفرق…الدعم اللوجستي للقاعده وايضا عمال تنضيف للقاعده وايضا هناك ضباط صف عراقيين يعملون بخدمة بريطانيا بما يسمى فرق اللبي ..وهم مشاة ..وخياله ..وقد حدد هذا المكان لان قاعدة الشعيبه ليس عليها طريق مبلط فوضعت المساكن بخط مستقيم باتجاه القا عده وكانت تاتي السيارات صباح لتنقلهم للقاعده وتعود بهم مساء بسهوله وفى الشتاء كانت العجلات تشد جنزيرا بالاطارات لتعبر بسهولة بالاوحال  ، من هنا نرى ان النضام الانكليزي بداء بخطوات كبرى للبقاء طويلا بالبصره البصرهالتى اخرج منها اول بئر للنفط على الارض بواسطة بريطانيا وكان النفط عنوان ثراءفكان يصرف للحكومه ٧ فلوس عن كل برميل في حين يباع هو ب ٢٠ فلسا توزع هذه النقود بين رجال المستعمرفتكون النتيجه رخاء فكانت مساء تغلق منطقه سكن الانكليز وحتى الصباح ويتمددون على الطريق عري رجال ونساء وباقل غطاء على الجسد فلم يكن التكييف يعرف انذاك وكان يستعاض عنه برش ماء على اخشابيحفض بوسطها عاقول ووحدت الهندسة المدنيه هى من يقوم بذاك وخدم البيوت ..وكما قلنا في المساء يبداء المهرجان ويهبون الى الشارع المغلق الامن وجودهم وتحت رعاية الحمايات من الصينيبن والشرطه ويبداون الشرب للوسطي والاكل والصراخ حتى الصباح ينتهى الليل باكوام من الكووس المحطمه وقناني الشراب الفا رغه والكلينكس …والكلينكس ياساده كان موجود عند الانكليز بالاربعينات وفم يكن كما هو حال الكلينك الورقي بل هو حرير خالص يستخدم لمره واحده ويستهلك من هومصاب بالسل انذاك عشرات القطع بالساعه ويرميها لان المصاب بالسل كان ينفث دما مع البصاق وكان السل منتشر بين المستعمرين ولم يكن هناك لقاح وليس هناك حتى علاج رصين ..هذا العبيء من الفضلات اليومي اجبر البريطانيين على انشاء محرقه اثارها موجوده الان على الطريق بين الكزيزه والمخازن وهذه المحرق النفطيه الحبيره كانت ترمى بها مخلفات الانكليز لتحرق ….اما القناني والاقداح الزجاحيه والمعلبات الحديديه فهذه لاتدخل المحرقه بل ترمى بمنخفض اسفل المنطقه بقرب سكت القطار لتصل اليه العجلات بكل الضروف وبشكل يومي وهذا المنخفظ هو الكزيزه التى نتحدث عنها حيث كانت تطمر قناني الشراب باكياس وقواطي المعلبات وقطع الكلينكس وكان الشباب والاطفال يهرعون صباحا الى الكزيزه فيجمعون القناني ليغسلوها ويبيعوها مصروف جيب والبعض ياخذ الكلينكس المطرز الجميل والحرير فيصاب بالسل فورا لان السل فعال جدا ان نزف صاحبه ولاتتلف عصياته الشمس او الغسل ..وهنا انتشر السل بين اهل البصره انتشار الهشيم بالحطب واصبح داء الموت ان كان الانكليزي لايجد دواء فكيف بالعراقي …وقد كانت الكيزه هذه يفصلها عن منطقة خمسه ميل المنطقه الشعبيه مقبره كبيره لموتى الشيعه هى مقبرة سيد غازي وهى تفصل بين الاحياء ومكب النفايات وكان الطريق الذي يربط بغداد بالبصره يمر ببوابة الاكاديمه مقابل الجداد الخاص بملعب الميناء وهناك دوب تتجمع تعبر عليها السيارات لبغداد ..اذا الكزيزه بعيده عن الاحياء وهي مدفن قناني الخمر الانكليزي وبعد السقوط البريطانيا وطرده تم تعمير المنطقه واعيد تواتر الاحياء ونسفت المقبره ورفعت كميات كبيره من الكزاز لتوزع للسكن …. وبقيت كما هى شاهدا على وجود المستعمر هنا …الكزيزه

شاهد أيضاً

بقلم: المستشار د. فاتن بدر السادة ـ  قطر  كنوز مبدعة تحقيق التميز في خدمة العملاء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.