الرئيسية / آراء حرة / كوارث الشعوب وازماتها 

كوارث الشعوب وازماتها 

كتب : راهي الحاتم ـ العراق 

وج لنظرية جديدة في الشرق الاوسط، وخاصة في المناطق المضطربة ومنها العراق وبلدان اخرى لاستغلال الكوارث والازمات ، من اجل نشر (الحرية الاقتصادية )وهذه النظرية المستمدة من (مدرسة شيكاغو)للاقتصاد وعرابها (ميلتون فريدمان) وهو صاحب هذه المدرسة الاقتصادية من اجل هندسة شرق اوسط جديد واستغلال الكوارث التي تحل بالشعوب من ازمات وانقلابات ووجه فريدمان هذه الحرية الاقتصادية بخصخصة كل مؤسسات الدولة والقضاء على ابسط الحقوق للمواطنين من رعاية اجتماعية وعدم تدخل الدولة في السوق لحماية المستهلك والسماح للشركات الاجنبية العالمية بحرية دون حواجز ،
العراق كان النموذج البارز لهذه النظرية ،
حيث قامت الادارة الامريكية ومنذ اليوم الاول ، ففي الوقت الذي لم يستفق العراقيين من صدمة الاحتلال،
حُل الجيش العراقي وسُرحت الالاف من منتسبيه ، وقامت بخصخصة اغلب مؤسسات الدولة ،وتحولت عمالها وموظفيها الى افواج من العاطلين ،وبموجب قوانين بريمر ، ما ان امسك بريمر زمام الامور حتى بداء بامور كثيرة وكبيرة ، حيث انه بعد اسبوعين غير النظام الاقتصادي تماما، واعتمد نظام السوق الحر ،ومن اهم قراراته الكاريثية فصل (50000) من العاملين في الدولة ، ومُنحت الشركات الامريكية والاجنبية امتيازات واسعة في الاستثمار، واعفائات ضريبية كبيرة ، وكان الهدف من هذا كله تدمير البنية الاقتصادية العراقية ، ومؤسسات القطاع العام ،ليس هذا فقط ، اذ يرون اتباع هذه المدرسة محوا الذاكرة الجماعية من مشتركات ، وروابط بين ابناء الشعب ، يرون التاريخ وما يحمل بين طياته ويعتبرونه من المحددات بتطور بيئة اقتصادية ، نظراً لما يحمل من قيم ومُثل عليا ومعا سامية ، تعتبر من المكبلات التي تتناقض مع الاقتصاد المعولم ، وثقافتة الاستهلاكية، خير مثال على ذلك غض بصر القوات الامريكية ، والسماح للعصابات المنظمة بسرقة المتاحف العراقية ، ومنها المتحف الوطني ، لايجاد ارضية سهلة، لبلد بلا ذاكرة لترسيخ ثقافة اخرى جديدة تتناسب مع رؤى (مدرسة شيكاغو )وتلامذتها ، في صندوق النقد الدولي ، والوكالة الامريكية للتنمية الدولية ، وغيرها من مؤسسات مالية ومصرفية عالمية ، والتي لها اليد الطولى في اسيا وافريقيا وامريكا الجنوبية ،لتبعث فرصة للنيوليبرالية الجديدة ، من اجل هندسة شرق اوسط جديد بما يتناسب وسياسة السوق العالمية ، ولنشر الشركات العابرة للجنسيات تعيث الفساد والاضطرابات التي تخلفها الكوارث من ازمات للقيام بتغيرات جذرية ، في اغلب بلدان العالم العراق على راس هذه القائمة ،
استخدمت قوات الاحتلال ضد العراقيين مسألة الارهاب فكانت تلقى الجثث على جانب الطريق لاثارة الرعب في النفوس ،واعتقالات واسعت حيث بلغت اعداد المعتقلين بالسنوات الاولى من الاحتلال 61،500 عراقي ، ناهيك عن وسائل التعذيب والتفنن والتلذذ بالتعذيب ، توج بأربعة مليون نازح عراقي الى بلدان مختلفة من العالم ، كل هذا من اجل ان تطبق الرأسمالية التي تستحق لقب راسمالية الكوارث بامتياز.
الرأسمالية هي الحرية المطلقة ، مسموح الاتجار في اي شيء مادام مربح، حتى وان كان البشر او التربح عبر وسائل غير اخلاقية ، بالنتيجة النهائية ان امتلاك حفنة من سكان العالم للثروات كلها والسيطرة على اغلب ثروات الشعوب والدول باسم الرأسمالي ، وليذهب الباقون ليشربوا من البحر …

شاهد أيضاً

بقلم: المستشار د. فاتن بدر السادة ـ  قطر  كنوز مبدعة تحقيق التميز في خدمة العملاء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.