الرئيسية / آراء حرة / معركة المشاحيف 

معركة المشاحيف 

كتب : راهي الحاتم ـ العراق

المشاحيف ومفرده مشحوف وهي واسطة نقل اتخذها سكان الاهوار في التنقل مع العلم ان المشحوف هو متوارث لحضارة قديمة وهي الحضارة السومرية وكان المشحوف من وسائل النقل السريعة في تلك الحقبة من الزمن والتي يشتهر بها سكان الاهوار شارك عرب الاهوار في معركة المشاحيف ، ومعركة المشاحيف هي معركة قامت ما بين القوات العثمانية ورجال العشائر العربية ضد الجيش البريطاني في اواخر عام 1914 وقعت في اهوار(أبو عران ) أي بعد سقوط البصرة بيد الجيش البريطاني و تقدمهم لاحتلال القرنة باتجاه مدينتي الكوت ومدينة بغداد.
تقع اهوار(أبو عران) على الضفة الغربية لنهر دجلة، والتي تمتد من ناحية العزيز حتى اهوار القرنة، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى بيت أبو عران وهم من عشائر آل فريجات والنوافل، وفي موسم الفيضانات تقع المياه وتزحف على ضفاف دجلة وتقطع الطريق العام بين العمارة والبصرة(آنذاك)، وكان هذا اواخر عام 1914 اي بعد سقوط البصرة بيد الجيش البريطاني، ثم احتلال القرنة في اواخر عام 1915 لذلك تقدم الاتراك ورجال العشائر العربية لاسترجاع البصرة بثلاثة محاور هي
المحور الاول وهو محور الحويزة(كارون.عبدان.البصرة) بقيادة محمد فاضل الداغستاني وثلاثة الاف مقاتل عربي بقيادة الشيخ(غضبان البنية) شيخ عشائر بني لام، اما الجيش البريطاني فكان بقيادة (غورنك) والمؤلف من المرتزقة(كركة وسيخ) وفي منطقة(المنجورة) دارت معركة طاحنة تكبد فيها البريطانيون اكثر من ثلاثمائة جندي بريطاني، وقد استبسل فيها المقاتلون العرب ولكن مرض ووفاة القائد التركي سبب تقهقر الجيش، وعاد المقاتلون إلى العمارة.
(معركة المشاحيف) فبعد ان صد الجيش البريطاني محوري الشعيبة والحويزة عسكرا في القرنة واصدر قائدهم(نيكسون) اوامره إلى الجنرال(طاوزند) بالزحف على مدينة العمارة،وكان بامراته خمسة زوارق حربية مرابطة في نهر دجلة ومزودة بالمدفعية الثقيلة، وجعل(طاوزند) من سارية الزورق(اسبيغل) مقرا له للاشراف على المعارك وسماها(عش الغراب)، اما الجيش التركي بقيادة(حليم بك) فقد تخندق في التلال الرملية جنوب العزيز شرق اهوار (أبو عران) ومعهم ستماتة مسلح عربي والف ومائتا مقاتل من عرب الاهوار بمشاحيفهم المدببة بقيادة العراقي(تحسين العسكري) وكان الشيخ (عريبي الوادي) شيخ عشائر آل بو محمد قد امر ابن اخيه(مجيد الخليفة) بارسال خمسمائة مشحوف وثلاثة الاف مقاتل من عرب اهوار المجر الكبير لتعزيز قوة أبو عران فاتخذوا من غابات القصب والبردي مركز انطلاق للتعرض على الجنود البريطانيين وقتلهم والسيطرة على اسلحتهم، حيث سببوا ازعاجاً لهم وقد قام القادة البريطانيون باستطلاع المنطقة، حيث جاءت التقارير الاستخبارية بان الاتراك في مواقع حصينة يسندهم عرب الهور بمشاحيفهم المدببة والسريعة ولا يمكن اختراقها، فتأجل الهجوم شهرا كاملا، كما قاموا بتغيير خطة الهجوم وذلك بصنع 328 مشحوفاً مصفحا يسع كل واحد منها تسعة جنود ودربوا كتائبهم على كيفية الركوب بالمشحوف واستخدام المردي الغرافة والسير في الاهوار، وعلى كل مشحوف ان يزود بالرشاشات والمدافع الخفيفة وتكون في مقدمة القطاعات العسكرية.
وفي صباح 1/6/1915 باغت البريطانيون الاتراك بهجوم كاسح من البر والنهر والاهوار، في حينها كان عرب الاهوار على غفلة وعدم اخبارهم بالهجوم، فثارت المدفعية الثقيلة من الزوارق الحربية لاسناد المشاحيف والمشاة وصبت نار حممها على اهوار(أبو عران) والتلال الرملية اي موقع الاتراك، ودارت معركة ضارية اشترك فيها الطيران البريطاني لاول مرة فكان عرب الاهوار ينزلقون بمشاحيفهم كسمك القرش ويقتلون الجنود بالرغم من نيران المدفعية الكثيف والتي هشمت مشاحيفهم واحرقت غابات القصب والبردي، اما الجنود البريطانيون فاخذوا يتساقطون غرقا في مياه الاهوار من التعب والاعياء الذي اصابهم وحرارة الجو، فأصبحت جثثهم طافية في مياه الاهوار وزوارقهم محطمة واختلطت بجثث ومشاحيف عرب الاهوار ودامت المعركة يوماً كاملاً، وكان طاوزند يراقب المعركة من شبيغل ومن عش الغراب، اما الاتراك فقد تركوا مواقعهم وفروا من المعركة، وقد قتل من قتل ومن وقع في الاسر او سلم نفسه كما حصل لقائدهم حليم بك فتابعهم البريطانيون إلى مدينة العزيز واغرقوا سفنهم كما حصل مع سفينتهم(مور مريس) اما زورق الموصل فقد رفع الراية البيضاء وسلم طاقمه بالكامل، وهكذا خذل الاتراك عرب الاهوار.

شاهد أيضاً

العيد وفرحة الأطفال

قلمي. منى فتحي حامد – مصر عيد الفطر فرحة الكبار والصغار، يأتى بعد صيام شهر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.