الرئيسية / آراء حرة / لجوء عاطفي ” مجموعة شعرية جديدة للصحفي الراحل ريسان الفهد

لجوء عاطفي ” مجموعة شعرية جديدة للصحفي الراحل ريسان الفهد

كتب :محمد بكر ـ استراليا

صدرت موخراً للصحفي والشاعر العراقي الراحل ريسان الفهد مجموعته الشعرية الجديدة” لجوء عاطفي “ً التي اشرف على طباعتها شقيقه الاستاذ علاء الفهد ، وضمت المجموعة اضافة الى عدد من قصائده شهادات عددمن الكتاب والصحفيين الذين عملوا مع الراحل رحمه الله ومن بينهم الصحفي محمد بكر المقيم في استراليا ، بعنوان

(وداعاً صديق البدايات الاولى في مهنة المتاعب
ريسان الفهد ٠٠ الانسان والصحفي)
جاء فيها:
لم يكن 1 أيار عام 2020، نهاراً سعيداً لي، رغم انه صنف عالمياً عيداً للفقراء الذين أطلق عليهم مصطلح العمال جبراً للخواطر، فقد فجعت بذلك اليوم بخبر وفاة صديق العمر وزميل المهنة المرحوم (ريسان الفهد) من خلال تصفحي لرسائل الأصدقاء الاحبة والزملاء في مواقع التواصل الاجتماعي. وكانت رسالة الصديق احسان ناجي اكثرها ايلاماً وهي تمطرني بأحزان خبر فراق ريسان الفهد. ولأن عيني لم تصدق ماقرأت اسرعت بالرد: أحسان تتشاقى لو صدك.
وكان رد زميلي المفجوع قبلي بأن الخبر وصله من البصرة فهو يعيش في الامارات، فأسرعت الى صفحة نادي الصحافة في الفسبوك التابعة لنقابة الصحافيين في البصرة لأجد الخبر منشوراً مردفاً بنعي أهالي البصرة بمختلف اطيافهم ومهنهم أضافة الى الزملاء الصحفيين للمرحوم.
لقد رحل ريسان اذن، الانسان والصحفي الذي عرفته مطلع الثمانينات من القرن الماضي، عندما كنت بدأت خطواتي الأولى في مهنة المتاعب صحفياً لجريدة الراصد الشهيرة محلياً ومجلة صوت الطلبة. وكان المرحوم ريسان يعمل في المكتب الإعلامي في جامعة البصرة أذ لم يبخل بتزويدي بالاخبار والمعلومات التي لطالما أثرت تقاريري الصحفية التي كنت ابعثها مردفة بالصور الجميلة عن البصرة والجامعة ونشاطات كلياتها ومراكزها العلمية والبحثية.
وبأزاء الفيض الإنساني لريسان وجدتني ازامله وأصداقه أخاً وزميلاً لم افترق عنه الاعند ذهابي للبيت في ساعة متأخرة من الليل لسنوات عدة. كانت من أجمل سنوات العمر الذي عصرته الغربة – فيما بعد عصراً. فكنت والمرحوم نسافر معاً ونجوب محافظات العراق بالسيارة تارة وبالقطار الذي لطالما ناجيناه انا وريسان في رحلاتنا الى محافطات العراق المختلفة نجمع الاخبار ونلتقط الصور ونلتقي الناس أخرى، ونغني معاً (الله شحلات عيونج يابصرة ) ونحن نقارن شطها وحدائقها وحدائقها بمشاهداتنا في المحافظات الأخرى . وظلت هذه الصداقة والزمالة حتى نهايات التسعينيات عندما اضطررت الى مغادرة العراق الى الأردن ثم استراليا لتنقطع بسببها العلاقة المكانية مع المرحوم ريسان الذي اختلط وجوده بمشاعري وحياتي كلها. لأسارع مرة أخرى بعد ان وقفت قافلة غربتي في كانبرا للاتصال به مرة أخرى ولتعود علاقتنا الأبدية الى الوجود مرة أخرى كطائر العنقاء الذي نشر جناحيه من تحت رماد وركام سني القهر والغربة، الغربة قاتلها الله التي ابعدتني عن الاهل والأحبة، وها انا الان أسطر احزاني في هذه الكلمات المرتجفة ناعياً ومستذكراً الانسان الذي لم ولن انساه ريسان الفهد. رحمك الله أبا رياض وأحسن اليك والى الملتقى في جنات النعيم ان شاء الله.

شاهد أيضاً

بقلم: المستشار د. فاتن بدر السادة ـ  قطر  كنوز مبدعة تحقيق التميز في خدمة العملاء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.