الرئيسية / تقارير ومقابلات / مرقد العزير وعدم ممارسة الطقوس اليهودية وختفاء المعالم الاثرية والتراثية منه

مرقد العزير وعدم ممارسة الطقوس اليهودية وختفاء المعالم الاثرية والتراثية منه

كتب : فلاح السوداني -العراق

رحلتنا شيقه تحكي لنا عن مرقد رجل اماته الله مئة عام ثم احياه ” يعد من ابرز الشخصيات اليهودية في نهاية القرن ال٦ قبل الميلاد واقدم المراقد الاثرية التاريخية الذي شيدها اليهود “يبعد عن مركز مدينة العمارة ٧٠ كيلو متر بين قلعة صالح والقرنه على طريق العمارة البصرة “مات فيها وبني له مرقد اصبح مزار لليهودية وممارسة طقوسهم الدينية فيه يقصده جميع يهود العالم ويحج حوله خطوا عليه عبارتهم ونقشوا رموزهم العبرية سمية المنطقة التي توفي فيها على اسمه العزير ” حدثنا المؤرخ والنسابة والعالم في الانساب شاكر الحسني عن نسبه قائلا :عزرا بن سريا بن عزريا بن حلقيا بن شالوم بن صادوق بن أخيطوب بن امريا بن عزريا بن مرايوث بن عزريه بن زرحيا بن صدوق بن اعزي بن بقي بن بيشوع بن فنحاس بن العازار بن نبي الله هارون بن عمران بن قاهات بن لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم(عليه السلام) , اضاف قائلا كان عزير رجلا صالحا حافظا للتوراة، فأخذ يعلمهم التوراة ويجددها لهم، فبدأ الناس يقبلون عليه وعلى هذا الدين من جديد، وأحبوه حبا شديدا وقدّسوه للإعجاز الذي ظهر فيه، وضريح العزير الواقع في محافظة ميسان في العمارة ناحية العزير و على الساحل الغربي لنهر دجلة ويعتقد سكانها أنها المكان الذي دفن فيه النبي عزير أحد أنبياء بني إسرائيل، وقد سميت المنطقة التي نشأت حول القبر باسم منطقة العزير وفي دليل الخليج: هي مقبرة مشهورة للنبي عزير لها قبة ويتصل بفنائها صف من منازل اليهود، وتقع على الشاطئ الأيمن لنهر دجلة في منتصف الطريق بين القرنة وقلعة صالح، على بعد حوالي ثلاثين ميلاً بطريق النهر من كل منهما. وتقع منطقة ناحية العزير داخل حدود مستنقعات دجلة وتدخل ضمن قضاء العمارة ” ذكر وليد البعاج في كتاب عزرا في الديانات الابراهيمية” ويرى التقليد اليهودي ان عزرا بانتهائه من مهمته نقل من هذا العالم الى العالم الدنيوي ودخل الحياة الابدية لكنه لم يمت في الارض المقدسة ففي اثناء سفره الى بلاد فارس وزيارة الملك توفي هناك في الطريق عن عمر تجاوز ١٢٠ سنة في منطقة تسمى زمزومو” zam zumu” او نهر “سمرا” في اسفل دجلة والمعروف بمدونات البلدانيين والمؤرخين “ميسان”في العراق.
؛ وقد استوطنتها جالية كبيرة من يهود العراق كانت تحيط بقبر عزرا وتتولى الخدمة فيه واستقبال الحجاج اليه قبل هجرتهم من العراق في بداية الخمسينيات من القرن المنصرم “اذ كانت تحتفل جماعة كبيرة من يهود بغداد والبصرة والعراق عموما اضافة الى يهود اخرى كانو يحجون من بلدان مختلفة في عيد الاسابيع “شبيعوت الى قبر عزرا يشتركون في احتفالات التقوية والايمانية “ان عزرا ولدة سنة ٤٤٥ ق.م في مدينة اورشليم وتوفي يوم ١٣ تموز من سنة ٥٩٥ ق.م عن عمر ١٥٠ عاما في ميسان .
حدثني المعمرين من سكنة منطقة العزير القريبين من المرقد عنه قائلين :- في عام ١٩٤٨ الى ١٩٨٠ وحتى ٢٠٠٢ الطابع اليهودي واضح في المرقد كان هناك توراة محفوظة في صندوق خشبي وباب زجاجي عمره اكثر من الف سنة توجد لوحة تعلو واجهة صالة نقش عليها نص باللغة العبرية “ايضاً خطت رموز يهودية أخرى على جدران القاعة تجد في مقام الضريح كتابات عبرية على البلاط والخشب الموجودة في المكان توجد نجمة داود على المرقد لكنها اختفت في الثمانينات وختفت معها معظم الاشياء الثمينة “في عام ١٩٩١ هجرية سرقت جميع المخطوطات والالواح الثمانية اثناء حرب الكويت سرقت ستة منها من قبل الموساد ” وفي عام ٢٠٠٣ اثناء دخول الاحتلال الى العراق ايضا سرق الاحتلال مخطوطات ووقطع اثرية مكتوب عليها باللغة العبرية ونقوش اليهودية يعود تاريخها الى الاف السنين” تجود ممتلكات لليهود من بيوت وبساتين تحيط بالمرقد لا تزال مسجلة باسمهم رسمياً في الدوائر العقارية، لكن لم يبق ولا يهودي واحد في العزير، وهذه البيوت امتازت بطرازها المعماري الخاص كالشناشيل والأعمدة الخشبية المزخرفة.
كانت معبداً يهوديا تغيرت معالمه تماماً، وكان يحتوي على سرداب تحت الأرض جرى ردمه في ثمانينيات القرن الماضي في أثناء أعمال الصيانة التي نفذتها وزارة الأوقاف”.
 يحكى ان السفن كانت ترسي بالقرب منه محملة بالمواد الغذائية والحاجيات الاخرى لغرض التجارة وكان الناس يعملون في هذا المرسى منهم التاجر والحمال والمتسوق ومن منهم للبيع والشراء له اهمية تجارية تلاحض المحبة والمؤاخاة والحمة في ما بينهم يعملون وياكلون معا واحدهم يشارك الاخر في افراحه واحزانه كان في العراق يوجد تنوع ديني وتعايش سلمي بين جميع الاديان” الكثير من اليهود بقي في بغداد والبصرة والعمارة ومملكة بابل الى نهاية الخمسينات بعد ان هاجمهم الذين ارادو فك الحمة العراقية حيث سرقوا و اغتصبوا و قتلوا و هجرو يهودنا يهود العراق الذين عاشوا معنا من عهد ملوك الكلدايي البابليين الى عام ١٩٤٨. معظمهم اختاروا البقاء في مملكة بابل منذ ذلك الحين و احبوا العراق و اخلصوا له حتى حين الغزو الذي يسمى بالغزو الطائفي العرقي الذين اعتبروهم ذميين وتعرضوا للاذلال مع المسيحيين و الصابئة و الايزديين. راينا ما فعلوا باسم داعش الارهاب بالايزيديين و المسيحيين و تهجير معظم الصابئة ايضا مثل ما تعرض اليهود له فاليوم علينا ان نعيش شعب واحد وارض واحدة وموطن واحد كانسان بمختلف قومياته ودياناته.
من خلال زيارتي المتكررة للمرقد توجد نقوشاً يهودية أثر فيها الاهمال ” توجد على قمة المدخل الرئيسي لوحة قديمة متآكلة من الفضة كتبت عليها عبارات باللّغة العبرية والسريانية.
لاحظنا تغيرت ملامحه الاثرية اليهودية واصبح دار لعبادة المسلمين الشيعة يمارسون طقوسهم الدينية في الاعياد والمناسبات يكتض بالزائرين في وفاياة الائمة” عليهم السلام “و يزوره الاجانب من جميع بقاع العالم اختفت نجمة داود وبعض النقوش ولكتابات العبرية وبعض المخطوطات والرموز من المرقد وخطت بدل عنها بداخله ايات قرانية واحديث نبوية ويغمر الحيطان الخارجية بالحناء البرماوي للفرح نتيجة تحقيق حاجات بشفاعة الرجل الصالح.

شاهد أيضاً

بيوت الشناشيل تراث وميراث البصرة

تقرير/شيماء القطراني بين كل مدينة ومدينة تتجول بموقع اثري بيها، وبين كل منطقة أثرية ومنطقة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.