كتبت : منى المالكي
قال جل جلاله : ( فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى اَلْقُلُوب الْتِي فِي الصُّدُورْ..)في إحدى الحوارات الثقافية سُئل الفيلسوف والروائي الإيطالي “أمبرتو إيكو”..كيف أصبحت الحياة اليوم..؟؟أجاب : الحياة الآن لا يحكمها مفهوم الحق والباطل ولا مفهوم الأخلاق والمبادئ والمثل العليا، الحياة يحكمها مفهوم القوة والضعف، الذكاء والغباء، التكيف أو الاندثار.. فحقك لا بد أن تأخذه يوماً بالقوة والذكاء والتكيف مع الواقع.. فقد تطورنا عبر ملايين السنين من كائنات تفترس بعضها البعض مادياً، إلى كائنات تفترس بعضها مادياً ومعنوياً ونفسياً وحقوقياً أيضاً..نعم.. وتأكيداً لما قاله الفيلسوف..عندما تجد عباقرة في الهند يعبدون البقر..وعندما تسمع جاهل بالعلم، يناقش عاقلوعندما تسمع سارق يحاضر بالأمانة..وعندما السافل والسفيه يتكلم بالعفة..وعندما تسمع كلام مؤسف يقال من جراح أعصاب ملحد لا يرى في خلق الله إتقان..ودكتور جامعة يناقش الله في الميراث..وعندما تسمع يوماً أديبا في اللغة العربية يعترض على فصاحة القرآن..وترى أشخاصاً، المال عندهم وشوفة الحالأهم من الدين والصراط، وهمهم القيل والقال.. وعندما تلتقي بأشخاص امتلكتهم الأنا والأنانيةوابتعدوا كل البعد عن المحبة والإنسانية..وفي مقابل كل هذا..تجد رجلاً بسيطاً يقوم في عز البرد القارس ليصلي الفجر..وعندما تعلم إن هناك أمرأة عجوز طاعنة في السن لا تعرف القراءة والكتابة ومع ذلك لا تترك قيام الليل وصيام النوافل..وعندما ترى رجلاً عاجزاً ينهض على عكازه متجهاً نحو بيت الله لأداء صلواته..فاعلم يا صديقي.. ان المسألة لم تتعلق يوماً بالعقول والشهادات والمراكز والمواقع والرتب والمناصب والألقاب.. إنما بالقلوب المؤمنة، والخاشعة لربها..وبالنفوس القانعة بواقعها وتعلم حجمها..ولا يهمها إلا رضا الله وبركاته ومحبته..ولن نقول ?خر الزمان واقتربت ال?خرة..كي لا نكفر لا سمح الله، لأنه يقال :من استبعدها كفرّ ومن استقربها كفرّ..اللهم.. ردنا إليك رداً جميلاً..اللهمَّ.. إنِّي أعوذُ بك من قلْبٍ لا يخشعُ ومن دعاءٍ لا يُسْمَعُ، ومن نفْسٍ لا تشبعُ، ومن علْمٍ لا ينفعُ..