الرئيسية / أخبار عربية عالمية / الكورونا والعيد

الكورونا والعيد

الاضواء / هولندا/ عبدالعظيم حالوب 

لا يفصلنا سوى يوم واحد عن العيد وفيما كنا نتوق فرحا لارتداء ملابسنا الجديدة,  ونهفو سرورا لما سيغدقه علينا تلفزيون العراق بقناته الاولى من حزمة برامج في ايام العيد الثلاثة و المعدة سلفا والتي اطلوعنا على جانب منها قبل ايام, اما مخطط المضي الى مدينة الالعاب فكان الحدث الاهم والابرز من بين تلك المخططات, الحلم الذي تطلب حولا كاملا ليصبح حقيقة و الحلم الذي كلفنا الكثير وقدمنا ازاءه التنازل تلو الاخر في مواقف يندى لها الجبين: “ان لم تلتزم بالادب سوف لن تعتب بقدميك مدينة الالعاب , ان لم تنجز واجباتك لن ترى مدينة الالعاب في العيد, ان لم…. وان لم…” وعلى هذا المنوال كنا نرضخ لاهلينا المساكين الذي كانوا  يرضخون هم بالمقابل لسلطة القيادة التي هي بالتالي هي مؤتمرة لسلطة القائد الاوحد. فاهلونا الكرماء استمدوا  نفسهم السلطوي من القيادة العليا التي اتشحت بالصرامة سالكة بكل عفوية وحب مبدأ الثواب والعقاب منهجا تربويا لنا نحن الصغار والتي استلهمته بقصد او غير قصد  من القيادة الحكيمة ! ولكن لا يهم لاجل عين الف عين تكرم فمدينة الالعاب هي الامل المنشود. و في صبيحة اليوم الموعود اول ايام العيد وفيما كنا نعد العدة  ينهال علينا  خبر كالصاعقة اعاد قسمات وجهي الباسم من جديد ليشكل من عاملي  الذهول والاستغراب وجها لا يمت بالطفولة  بصلة, خبر جهلت تداعياته بادئ الامر لكن اتضحت الامور لي فيما بعد, مربكا كل ما كان مخطط له ذلك اليوم:  قتل نسيب الرئيس , بلى قتل حبيب الرئيس الامر الذي نسف مخططات سنة باكملها! لقد تاثر الرئيس كثيرا لهذا الامر الجلل ما يحدوا بنا نحن الرعية ان نقاسمه الشعور, وان كانت تواترت حينها اخبارمفادها ان الرئيس هو من خطط لذاك الحادث ولكن هذا لا يمنع من ان يكون  الرئيس حزينا وبالتالي لا يمنع هذا من ذاك, فنحن الرعية في طوع امر القائد نحزن لحزنه ونفرح لفرحه. لكن اما كان به  ان يختار يوما اخر ليصفي فيه حساباته العائلية عدا ذلك العيد المبارك؟ منذ ذلك التاريخ  , كنت الثامنة حينها , علمت ان الرئيس وعائلته الكريمة  سيتسببون لي ببعض المضايقات  طالما هنالك عيد في الجوار.

لا اصدق ان جناح الذاكرة حملني كل هذه السنين ليضعني في مفارقة يعتصرها الملل  والحزن في ذات الوقت ربما لان التاريخ الميلادي لذلك العيد كان مقاربا لهذا العيد او ربما لان الاجراءت  التي فرضت علينا حينها هي طبق الاصل لما يتوجب علينا فعله اليوم في هذا العيد الا وهو ملازمة المنزل.

 فاليوم و فيما ابنتي تستعدان للعيد بحلتيهما الجديده تكتشفان ان كورونا  يجلس لهما بالمرصاد وعليه يستلزم بقاء هاتين الطفلتين بالمنزل  والاكتفاء بمشاهدة التلفاز. لكن مع هذا فعيدهما ابنتي افضل بكثير من عيد ابيهما فقنوات التلفاز اليوم على تفاهتها فهي  في تسابق  محموم  بما تغدقه من برامج  بغية حصد اكبر قدرا ممكن من المتابعين على عكس زماننا  الذي جاد علينا فيه النظام  بقناتين اثنين لا ثالث لهما احداهما اتعس من الاخرى.

شاهد أيضاً

حوارات مع المبدعين : الدكتور التدريسي والشاعر رياض الاسماعيلي .. في ضيافة الاضواء

حاوره / كمال الحجامي  معرفتي بالدكتور رياض الاسماعيلي كانت قبل اكثر من ثلاثة عقود من …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.