الرئيسية / آراء حرة / قراءة في نصوص تلمودية

قراءة في نصوص تلمودية

كتب : محمد الصنم ـ العراق ـ الموصل

لو أعترف جميع العرب بأسرائيل فهو لا يعني شيء بالنسبة لليهود، لأن معتقداتهم الدينية تشير إلى العراق فقط، وهذا نص من التلمود يقول (اقيموا مذبحة لأبنائهم، اكنسوها بمكنسة الدمار هذه بابل الآثمة، وآشور ارض الخطيئة، خربوها واجعلوها لا تسكنها الا الفئران وهدموها حتى لا يجد العربي عمودا يربط اليه ناقته)وفي نص آخر: (لن يعود الرب حتى يبنى الهيكل، ولن يبنى الهيكل حتى تؤدب بابل وأشور، يا ابنة بابل الصائرة إلى الخراب، هنيئاً لمن يعاقبك على ما فعلته بنا، هنيئاً لمن يمسك أطفالك ويضرب بهم الصخرة).

رؤيا على بابل : (انصبوا راية على جبل أقرع، ارفعوا الصوت، أومئوا إلى العدو ليخلوا أبواب مدينة العتاة بابل، أمرت جنودي الذين اخترتهم، ودعوت جبابرتي ليوم غضبي، وأبطالي المتشامخين عالياً، اسمعوا الضوضاء في الجبال، كصوت جمهور كبير، اسمعوا ضجيج الحشود، حشود ممالك الأمم، الرب القدير يستعرض جند القتال).

لعل القارئ لهذا النص يدرك أن عقاب بابل سيقوده الجبابرة العتاة والقادة الأقوياء الذين يتغطرسون بقوتهم، ويشترط أن يترافق مع ذلك حرب إعلامية نفسية كبيرة، من خلال المبالغة في إظهار ضخامة الحشود ومدى استعدادها للحرب، وبخاصة أن تلك الحشود ليست حشود مملكة واحدة، وإنما حشود ممالك ودول عدة تشكل تحالفاً واحداً ضد بابل، لكن من دون أن يعلن صراحة عن مشاركة اليهود فيها!!.

ولكن ماذا سيستفيد اليهود من تلك الحرب؟ يجيب كتاب التلمود : (الرب سيرحم بيت إسرائيل، ويعود فيختارهم شعباً له. يريحهم في أرضهم فيأتيهم الغريب وينضم إليهم، والشعوب الذين أخذوهم وجاؤوا بهم إلى أرضهم سيمتلكهم بيت إسرائيل في أرض الرب عبيداً وإماءً، ويسبون الذين سبوهم ويستولون على الذين سخروهم).

لم يغفل التلمود عن الدعاية ضد حاكم بابل وبخاصة بعد زوال ملكه قائلاً: (تهجون ملك بابل بهذا النشيد: كيف زال الطاغية وزال طغيانه؟ الرب كسر عصا الأشرار المستبدين وهم الذين ضربوا الشعوب بغيظ ضربة بعد ضربة بغير انقطاع، وأرهبوا الأمم بغضب، واضطهدوهم من دون رحمة. فاستراحت الأرض كلها واطمأنت، وانطلقت أصواتها بالهتاف، حتى السرو وأرز لبنان
يشمتان بما صرت إليه).

فالدعاية اليهودية يجب أن تصور ملك بابل بأنه طاغية ومستبد وبالقضاء عليه قد زال طغيانه واستبداده وقهره وتهديده للشعوب والأمم المجاورة له، بل إن الأرض قد استراحت واطمأنت منه!!.

كما إن التلمود يريد أن يتشفى من ملك بابل الذي يريد صعود نجمه إلى السماء، وكأنه مصاب بعقدة جنون العظمة وحب الظهور فيقول له: (يا نجمة الصبح الزاهرة، كيف هويت إلى الأرض يا قاهر الأمم؟!
كنت تقول في قلبك: سأصعد إلى أعالي السماء وأرفع فوق كواكب الله عرشي، لكنك انحدرت إلى عالم الأموات، إلى أعماق الهاوية، يتفرس من يراك ويسأل: أهذا الذي زلزل الأرض؟! أهذا الذي زعزع الممالك؟!
جعل العالم مثل القفر ودك إلى الأرض مدنهن وما أطلق أسراه إلى بيوتهم).

أما علاقة ملك بابل مع شعبه ومملكته؛ فهو الذي قد تسبب بهلاكهم ودمارهم، لذا لن يسمح له بأن يدفن بينهم: (لن يجمعك وإياهم مدفن، لأنك أنت دمرت أرضك وتسببت بقتل شعبك، (نسل الأشرار لا يذكر أبداً، فبنوهم يذبحون بإثم آبائهم، لا يقومون ولا يرثون أرضهم،
ولا يملأون وجه العالم).

إن لحظات إسقاط بابل كما يصورها التلمود لحظات رهيبة، فيقول: (وحي على بابل كالزوابع تجتاح الصحراء يجيء الخراب من أرض مخيفة، رأيت رؤيا قاسية، الناهب ينهب والمدمر يدمر (إشارة إلى العيلاميين والماديين)، اصعدي للهجوم يا عيلام، حاصري المدن يا ماداي، ضعي حداً لكل نواح).

فالخراب الذي يلحق ببابل سوف يأتي من أرض مخيفة، والحرب يجب أن تكون كالزوابع التي تجتاح الصحراء، بحيث يجب أن يترافق معها النهب والتدمير لكل ما فيها حتى تتقوض كل حضارة بابل وما فيها!!. وليس ذلك إلا من أجل إسرائيل كما يقول التلمود : (لأجلكم سأرسل إلى بابل من يحطم مغاليق أبوابها ويجعل ترنيم شعبها نواحاً، أنا الرب قدوسكم، خالق إسرائيل وملككم).

وإذا كانت نبوءة التلمود حول الانتقام من بابل واضحة فإن باقي النبوءات لا تختلف عنها كثيراً إلا من حيث شدة الحقد والرغبة المكبوتة في النيل منها بكافة الوسائل والأساليب، إن باقي النبوءات كما هي نبوءة التلمود مصدر إلهام، وموضع تنافس وحرص بين اليهود لنيل بركتها في السعي لتدمير بابل والانتقام منها!.

وحرص اليهود على القيام بذلك مستمد من كتاب التلمود الذي يتوعد بالانتقام وأوضح لهم الخطة التي يجب أن ينفذوها قائلاً: (ها أنا أحرّض وأصعد على بابل حشداً من أمم عظيمة تجيء من أرض الشمال، يصطفون عليها ومن هناك تؤخذ. هم كصياد ماهر، سهامهم لا تخطئ؛ فتسلب أرض البابليين ويشبع سالبوها اصطفوا على بابل من كل جانب يا رماة السهام، ارموا عليها، خطئت على الرب فلا توفروا السهام، اهتفوا هتاف الحرب حولها، فتستسلم وتنهار أسسها وتنهدم أسوارها، لذلك هو انتقام الرب؛ فانتقموا منها، وكما فعلت بالآخرين افعلوا بها، أبيدوا الزّارع من بابل والحاصد وقت الحصاد، فيهرب كل واحد من وجه السيف ويرجع إلى شعبه وأرضه).

ويستمر التلمود بشرح خطته بدقة وتفصيل قائلاً: (اصعدوا إلى أرض مراثايم (منطقة تقع عند مصب دجلة والفرات)، وإلى سكان فقود (قسم من منطقة مراثايم)، اتبعوهم واقتلوهم وافعلوا كل ما أمرتكم به، نصب لك يا بابل فخ، فعلقت وما شعرت، انفضح أمرك وانغلبت لأنك تحديت الرب، فتح الرب خزائن أسلحته واخرج آلات غضبه، لأن له مهمة في أرض البابليين، انقضوا عليها من كل جانب، ويل لسكان بابل حان يوم عقابهم).

أما ملك بابل يجب أن يُسقط من دون أن يجد مساعدة من أحد، ويجب أن تحرق مدنه كما في النص: (أنا عدوك أيها الباغي، جاء يوم عقابك، سيعثر الباغي ويسقط ولا أحد يقيمه، وأشعل ناراً في مدنه فتأكل كل ما حوله).

تلك معتقدات القوم التي كتبوها بأيديهم في التلمود وفيها حقدهم العميق على العراق وأهله وهم يحثون اهل عيلام وماداي (فارس) وأهل الشمال (الروم ) على تدمير هذا البلد، فهل نجحوا فعلا؟! وهل اقتربت موعد تشكيل علوهم الثاني؟!

نحن على الاعتاب، فانتظروا إنا منتظرون، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

شاهد أيضاً

الزاني وبعض مسببات تلك الفاحشة

كتبت : منى فتحي حامد – مصر لقب يطلق على إحدى الشخصيات الغير سوية، تتعايش …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.