أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار عربية عالمية / شبابيك في زمن الكورونا

شبابيك في زمن الكورونا

الاضواء / هولند/ عبدالعظيم حالوب

فيما يخوض العالم اجمع جائحة لم ير مثيلها منذ العام 1920 وما خلفته الانفلونزا الاسبانية تعود البشرية اليوم ادراجها الى تلكم السنين لترضخ تحت حجر صحي طال اكثر من ثلثي سكان المعمورة. الامر الذي لم يثني البشرية عن اداء واجباتها في حب البقاء والتمتع بالحياة ولكن كل على طريقته.
ففي هولندا التي ما بات مستطرق في شوارعها الا وشغلته جمال ابنيتها الاخَّاذة وروعة جسورها الممتدة تانقا عبر انهارها المليئة بالمياه النقية اقامت فنلو وهي احدى المدن الواقعة جنوب هولندا و على مقربة من الحدود الالمانية مسابقة لاجمل شباك في المدينة قد يكون الامر مضحكا بادئ الامر وقد ياخذنا الخبر الى سباقات طرقت اسماعنا مسبقا كمسابقة اجمل تيس في العالم او كاس ارشق سحلية في الخليج! الا ان هذه المسابقة على ظرافتها فانها تحمل ذوق سكنة المنازل فامر هذه المسابقة مختلف قليلا حيث تمتاز البيوت الهولندية التي تخلوا من الاسوار الخارجية بواجهات خلابة تتفوق جمالا في الغالب على دواخل البيوت فالهولنديون يولون واجهات بيوتاتهم عناية كبرى على غرار المتاحف ودور الترفيه وعلى وجه الخصوص نوافذ صالات المعيشة التي تطل في الغالب على الخارج.

النافذة الحائزة على الجائزة الاولى في مسابقة اجمل نافذة في هولندا


واهم ما يميز هذه النوافذ ناهيك عن الجمالية وتناغم الالوان فيها هو الستائر التي غالبا ما لا ترخى لا في عرض الليل ولا اطراف النهار وفي سياق كلام احد الفائزين في هذه البطولة قال ان ستائرنا غالبا ما لا تسدل معللا هذا الفعل ” ان ليس لديه ما يخفيه ” ! وهذا ما تجده عرفا لدى الهولنديين دون سائر البلدان الاوربية الاخرى حيث ان الخصوصية المنزلية لا تلعب دورا مهما لديهم فانت تتجول في الازقة الهولندية تجد ان معظم الشبابيك مكشوفة فذاك جالسا يقلب صحيفته وامامه فنجان قهوة وذياك يلاعب هرته فيما هي مشغولة في تحضير الغداء واخرى مشدوهة تراقب مجريات مباربات كرة قدم فيما زوجها يراقب هو الاخر عن بعد وهو يؤدي ترتيب غرفة المعيشة. فالحياة لم تنتهي بعد وما زالت في اوج تالقها وهي تجابه الالم في زمن الكورونا الذي تجاوز عدد ضحاياه الخمسة الاف شخص في هولندا وحدها فيما بلغ عدد المصابين فيها حتى ساعة اعداد التقرير 43,480 .

و بالتزامن مع هذه المسابقة الذي اختصت لاجمل شباك جرى استبيانا حول السبب الذي يكمن وراء عدم ارخاء الهولنديين لستائرهم تبين انهم يلتمسون من وراء هذا الفعل اشراك الغرباء في حياتهم المنزلية حتى وان كانوا يتلحفون في اسرتهم او امام اجهزة التلفاز الامر الذي نجده مغايرا للجاليات الاخرى التي تسكن هولندا , العربية منها و حتى الاوربية حيث ما ان تقبل عيناك على نافذة سدلت من خلفها الستار تعلم ان من يقطن هذا المنزل ليس هولنديا .

شاهد أيضاً

المرأة في الزبير واقع مرير ومحزن وبحاجة الى دراسة لانتشالها من واقعها الحالي

الاضواء / سهاد عبد الله تعيش المراة الزبير في وضع ماساوي شدسد الحساسية ن لعدة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.