الرئيسية / آراء حرة / حكاية من الذاكرة الرياضية

حكاية من الذاكرة الرياضية

كتب : عدي الدفاعي ـ العراق 

بداية الحكاية حينما اشتدت المشاكل في أروقة نادي الميناء بداية عام ١٩٩٢ وتجميد لعبة التايكواندو وكنا حينها على أبواب بطولة العراق للناشئين كنا نستعد للمشاركة في هذه البطولة في حينها تعرض مدرب الفريق الأستاذ نزار طه لإصابة قوية ( كسر في الكاحل ) أثناء معسكر المنتخب الأولمبي وصار من الصعب عليه حضور التدريبات . فكان لابد لنا من الاستمرار في التدريب استعداد للبطولة فبدأنا نتدرب لوحدنا نحن اللاعبين لكن الميناء لم يسمح لنا بالمشاركة في حينها لوجود بعض المشاكل الإدارية. هنا تقدم الأستاذ علاء شرهان الذي كان في حينها لاعبا في صفوف الميناء والمنتخب الوطني بإقتراح ان نمثل النادي البحري في هذه البطولة ، وافقنا جميعنا في تمثيل النادي البحري الرياضي . استمرينا نتدرب لوحدتين تدريبيتين كنا في حينها بأيام شهر رمضان المبارك كانت الوحدة التدريبية الصباحية في ساحة كرة القدم للنادي البحري والوحدة المسائية بعد الإفطار في الشارع الذي يطلق عليه شارع معمل الثلج المؤدي إلى منطقة الجمهورية كان شارع متروك لا يوجد في مارة لأنه جديد الإنشاء كانت طريقة تجمعنا تبدأ مني اذهب ركضا إلى منزل الاخ مهند غازي في منطقة الابلة الجانب الآخر وننطلق سوية إلى منطقة نواب الضباط لملاقاة اللاعب الشهيد البطل احمد سلمان واللاعب علي غازي واللاعب احمد عودة ونتوجه بدورنا إلى شارع معمل الثلج لملاقات الكابتن علاء شرهان وبقية اللاعبين من سكنة منطقة الجمهورية وهم اللاعب مؤيد يوسف والشهيد احمد جاسم الذي استشهد لاحقا في أحداث ١٧ / ٣ / ١٩٩٩ ابان استشهاد السيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره . واللاعب علي نوري واللاعب المرحوم فراس شرهان . كنا نلتقي جميعنا في منتصف الطريق ومباشر تدريباتنا لحين موعد البطولة وكانت الفرحة تغمرنا ونحن نتدرب بكل حب تحت إشراف الكابتن علاء شرهان . وحينما ينتهي التدريب كان الكابتن علاء يوصلنا جميعنا إلى منازلنا ركضا ومن ثم يعود هو والمجموعة التي معه بنفس الطريقة.
وذات يوم ونحن نتدرب في النادي البحري فوجئنا الأستاذ ماهر احمد في زيارة إلى النادي قادما من بغداد هو اثنين معه من أعضاء الاتحاد العراقي المركزي للتايكواندو سلم علينا وحثنا على الاستمرار في التدريب.
بعد اقتراب موعد البطولة ابلغتنا إدارة النادي البحري انهم عاجزين حاليا عن تمويل الفريق لغرض المشاركة وكانت خيبة الأمل كبيرة علينا انقطعنا يومين عن التدريب لأننا كنا محبطين جدا رغم استعدادنا الجيد سوف لن نشارك لكن الكابتن علاء شرهان قال سوف نشارك ولم أترك مجهودكم هذا يذهب بدون المشاركة سنسافر على حسابنا الخاص وعلى كل لاعب ان يجلب معه فقط ١٠٠ دينار عراقي وهو سيتكفل بالباقي رغم ضنك المعيشة في ذلك الوقت والحصار الاقتصادي .
سافرنا إلى بغداد وسكنا في فندق كولان الفريق كله في غرفة واحدة وكان طعامنا فقط الخس والخبز والماء ، كانت البطولة في قاعة صدام المغلقة للألعاب الرياضية ،
وستطعنا من تحقيق المركز الأول فرقي في تلك البطولة و حققت انا لقب أفضل لاعب في بطولة العراق ، وكانت النتائج الفردية كما يلي : –
المركز الأول في وزن ٢٨ كغ اللاعب أركان غازي الذي التحق مع الفريق في وقتا لاحق
المركز الأول في وزن تحت ٣٢ كغم اللاعب علي نوري
المركز الثاني بوزن ٣٦ كغم اللاعب علي غازي
المركز الأول بوزن تحت ٤٥كغم اللاعب مهند غازي خالد
المركز الأول بوزن تحت ٥٠ كغم اللاعب عدي ودود ولقب أفضل لاعب في البطولة
المركز الأول بوزن تحت ٥٥ كغم اللاعب مؤيد يوسف يعقوب الذي شارك بدلا عن الشهيد احمد سلمان لتعرضه لاصابة حالة دون مشاركته .
المركز الأول بوزن فوق ٥٥ كغم الشهيد البطل احمد جاسم .
نعم هكذا كانوا لاعبي زمان رغم صعوبة الظروف لكن الإرادة والعزيمة كانت هي الأساس في كل إنجاز .
هذه صفحة من صفحات رياضتنا البصرية في زمن الحصار .

شاهد أيضاً

العيد وفرحة الأطفال

قلمي. منى فتحي حامد – مصر عيد الفطر فرحة الكبار والصغار، يأتى بعد صيام شهر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.