الرئيسية / آراء حرة / شموع الاضواء تشع انوارها بعد (18) عاماً

شموع الاضواء تشع انوارها بعد (18) عاماً

الاضواء / هولندا /  عبدالعظيم حالوب

ببزوغها الاول وبحروفها الزرق المائلة للاخضرار وبصفحاتها الاربع وبصورة للشهيد محمد باقر الصدر تتصدر الافتتاحية,بلغنا الخبر السار! ارتسمت الابتسامة  على شفاه ثلة من الشباب الواعد وهو يقلبون تطلعاتهم الفتية  في سوح صاحبة الجلالة. هكذا بدت الاطلالة الاولى لجريدة الاضواء قبل ثمانية عشر سنة وهكذا بدت المسرات على شمائل الزملاء المحررين برعاية الزميل والاخ الكبير محمد جواد الدخيلي. كانت البصرة ما تزال مثقلة بمخلفات الحرب التي لم يمر على انقضائها سوى بضعة اسابيع , فمازالت اثار الخراب  قائمة تعتري الطرقات ومازالت الارتال العسرية  تجوب البلاد شمالا جنوبا شرقا وغربا ولا اعرف عن اي ضالة كانت تبحث, اما ضالتنا نحن معشر الصحفيين فكانت ضالة تلامس القلوب وتحسن العزف على اوتار الانامل الغضة لتجود باخبار ومقالات وتحقيقات تشاكس البعض بصراحتها وتداعب البعض الاخر لوداعتها. الاضواء كانت المتنفس الوحيد لي ولعدد من الشباب المثقف ممن كانوا يحسنون القراءة ويتقنون فن التحليل وقراءة الاحداث, تجد الفرد فيهم منظومة ثقافية رصينة لها النفس الطويل في الكتابة والذوق الهادئ في السرد. تعلمت منهم الكثير واستفدت من تجارب بعضهم الذين عدوا من المخضرمين الكثير الكثير. كانت الاجواء مفعمه بالود والمنافسة الشريفة والجميل في تلك الاجواء ان الوجوه يوم بعد يوم تزداد ففي كل يوم ثمة قلم جديد وموهبة كتابية واعده. تجارب جديدة واقلام فتية تجد بعضها ما هو بحاجة الى بعض الصقل و الارشاد وبعضها الاخر ما تجده سابقا لاوانه  بمراحل بل وتفوق على ممن امتهن الصحافة ردحا من الزمن. كانت  ابواب الاضواء  مشرعة بمصراعيها للشباب وما زالت. اليوم ونحن نستحضر تلك الذكريات الجميلة نعود الى تلكم الايام  وماكانت تحمله لنا من تطلعات جميلة متفائلة بمستقبل حالم خال من خراب الايام السالفة كان هذا التفاؤل هو المحرك الوحيد لنا نحن الشباب للمضي قدما. وان مضت على هذه التطلعات سنون طوال وان كنا لا نزال  نحلم بوطن خال من الدمار فاننا ماضون قدما الى ما لا نهاية حتى نبلغ بعراقنا بر الامان و سماء الحرية. وهذا ما يقع على عاتقنا بالدرجة الاولى نحن اصحاب الكلمة ولا سيما ممن بذل نفسه فداءا  في سبيل اعلاء هذه الكلمة , الرحمة والخلود لهم ولكل شهداء العراق  من قطعات جيشنا الباسل وحشدنا الشعبي المقدس.  فكل عام والاضواء بخير وهي تنير دروب الخبر وكل عام والاضواء بخير وهي تضيئ شمعتها التاسعة عشر, ولا نقول وهي تطفئ شمعتها الثامنة عشر فلا انطفأت يوما شمعة نجاح قط بل ادام الله الاضواء وبشموعها اجمع وكادرها القائم على ادارتها وجميع كتابها بلا استثناء ومزيدمن النجاح والتالق وهي سائرة على دروب التألق عبر مسيرتها الصحفية.                

شاهد أيضاً

العيد وفرحة الأطفال

قلمي. منى فتحي حامد – مصر عيد الفطر فرحة الكبار والصغار، يأتى بعد صيام شهر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.