الرئيسية / الثقافية / قصة قصيرة جداً … العروس

قصة قصيرة جداً … العروس

بقلم: أحمد إبراهيم أحمد ـ العراق

جلس جانباً يتأمل مظاهر احتفال لم تقر نفسه أنه فرح، تتداعي ذكرياته، مجللة لا يدري بالشجن أم الوجع؟ تخاطب نفسه تلك التي يحتفل مع أولئك الغرباء بعرسها.

“بين كل أولئك… مَن أحبك؟ من منهم وقف مضطرباً مؤصدة أبواب مشاعرك في وجهه، منتظراً لحظة خروجك من صمت مجللٌ بلطف، صنعه احتياجك الذي تدركين تمام الإدراك ألا أحد غيري يمكنه تلبيته!”

تبدى أمام عينيه وجهها النجمي بملامحه الدقيقة، تتوجه غرة مسكوبة على جبين قمري مفتونةً به ذاكرته، فتعود به الذكرى يوم بهرته مشيتها، تتعلم أولى خطاها، وحرصه الدائم أن يشتري لها حلوى كثيرة دون أن يدري أنها كبرت، ولاح لنظره ذلك الغريب الجالس بين الضيوف، تملأ وجهه ابتسامة بلهاء، فثقب عقله تساؤل:

“أهذا الشيء هو من سيستأثر بكنزي لتكون له فراشاً يُفضي إليه؟”

وتذكر حكمة جدته أن لا شمسان تشرقان في نفس الزمان، ولا تتوافق فوق الوسادة رأسان بذات الاتزان، فأطلق زفرة قلب موجوع يقول لنفسه:

“لا اذكر كيف مر بي عمرك دون أن أدري وأنت تتباعدين… ربما أنا من تباعد باحثاً عن رزق يسد حاجات أخوتك وحاجاتك، ليساهم بُعدي أيما مساهمة في انفراد أمك بمشاعرك، تمنحها جفاء وبروداً حتى أفقت وأنت تريني ثوب زفاف سائلة: “هل يعجبك؟” فضلت صرختي لا لا لا طريقها لحلقي.”

*****

تنبه ليد فوق كتفه، فأفاق ليجد ابنه الكبير مبتسماً، يخبره أن العروس جاهزة ليصحبها، للعريس، فنهض متثاقلاً ومضى مستنداً عليه، ليصطحب العروس، ويسير بها حيث شاء القدر؛ لا يدري أيسير في عرس ابنته، أم جنازة عمر ومشاعر.ٍ

شاهد أيضاً

صدور كتاب (فلسفة الحرية في النص المسرحي العربي المعاصر) للباحث البصري (صلاح حمادي الحجاج)

الأضواء / حيدر علي الاسدي صدر عن الهيئة العربية للمسرح في الامارات كتاب (فلسفة الحرية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.