الرئيسية / آراء حرة / جوقة الهيصة والفرفشة

جوقة الهيصة والفرفشة

كتبت : د. جنان المحمدي ـ العراق

للفرح في حياتنا مكانه وأسلوبه التعبيري الخاص…أي أنَ له طرقه المعبرة عنه… ومخطيء مَن (يحظر) على الشباب والفتيات عن افراحهم وتمتعهم بأيام شبابهم بما يُدخل السرور إلى قلوبهم ويشرح صدورهم ويزيد حيويتهم …
ففي حياة كئيبة يحيطها الملل والضجر من كل حدب وصوب. ويواجهها التجهم والقنوط والإحباط من جميع الجهات ، نحاول أن نقتنص ولو بعضَ وقت للخروج من الدائرة المغلقة، والاماكن التي فسد هوائها لنستنشق هواءا نقيا، ونمارس ملذاتنا في غير محرم.
فأوقات السرور كما يقال خِلسة، أي اننا نختلسها اختلاسا، وهي مجددة للنشاط، وباعثة على التجديد، ومقللة لنسب الاصابة بالغم والكآبة…إنها تعمل كمضاد حيوي للسموم النفسية ومطهر داخلي لسخام الآلام والأحزان.
إننا هنا، لانتحدث عن الفرحة والبهجة المشروعين والمعبر عنهما بالضحكة والبسمة والنكتة والدعابة وجلسة السمر والنزهه البريئة…. فالفرح المذموم هو فرح البًطرِيين المبالغ فيه، والذي يُخرج الانسان عن طور إنسانيته تماما كالثمل السكران الذي يترنح تحت وطأة الخمرة…..
مايستوقفنا هو هذه الجوقات من العاطلين التي تبحث عن فرصة ( الهيصة) وتفتش عن مواطن( الفرفشة) وإذا لم تجدها خلقتها اختلاقا، فالفرفشة عند البعض هدف بحد ذاته. واللافت أن هؤلاء لايتورعون عن ارتكاب المخالفات الشرعية والذوقية الخارقة للضبط والتهذيب الاجتماعي فيما يسمونه أفراحا ومسرات، وشعارهم: دعنا نبتهج إلى اقصى حد … إنه شبابنا الذي لايعود !!!!
ومرة أخرى، لسنا ضد الفرح والأفراح والفرحين ،وإلا لما كانت الاعياد والمناسبات السعيدة، والمفاجئات السارة…. إننا ضد أن يتحول الشبان إلى جوقة من المهرجين وأن يستغرقوا في أجواء ( الهيصة) في مناسبة وغير مناسبة…
إن واحدة من ضوابط أخلاق الشاب المسلم أنه لايفقد وقاره حتى وهو يعيش المرح، ولايسبب إزعاجا للآخرين وهو يستمتع مع أقرانه من الشبان.
أفرحوا أيها الشباب…وابتهجن أيتها الفتيات، وتمتعوا بشبابكم بما هو متوازن ومعقول، أما الخروج عن حدود الأدب واللياقة والتهذيب والصراخ والعربدة والصفير والازعاجات الليلية، والتجاوزات الأخلاقية، فهو مالا يقره عاقل يحترم عقله، أو متدين يراعي التزاماته الدينية، أو انسان يحرص على لياقاته الاجتماعية.

شاهد أيضاً

العيد وفرحة الأطفال

قلمي. منى فتحي حامد – مصر عيد الفطر فرحة الكبار والصغار، يأتى بعد صيام شهر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.