الرئيسية / تقارير ومقابلات / ازمة الفقر عند المواطن العراقي  .. بسبب تفاقم فايروس كورونا

ازمة الفقر عند المواطن العراقي  .. بسبب تفاقم فايروس كورونا

تقرير / بغداد /  كانتانيا هوفيك سيزان 

لمناقشة سبل إيجاد حل لنحو 9 ملايين مواطن تأثروا بشكل مباشر بإجراءات حظر التجول الذي أعلن منذ منتصف الشهر مارس ، ضمن خطة مواجهة تفشي فيروس كورونا في البلاد، حسب مصادر مطّلعة لـ”الاضواء “.

وتسبب الحظر في ضرر كبير للقطاع الخاص، سيما أصحاب الأجر اليومي والدخل المحدود مثل سائقي التاكسي وعاملي البناء وموظفي الخدمات العامة والعاملين بالمطاعم والمجمعات التجارية والمهن الحرة المختلفة التي توقفت كليا في البلاد.

وأكد مسؤول عراقي  ” الاضواء ”  أن الحكومة تسعى لاستعراض عدة خيارات لدعم تلك الشريحة المتضررة ، منها خصم مبالغ تصل إلى ما قيمته دولار واحد من مرتبات الموظفين على غرار تجربة عام 2014 في دعم الحرب ضد “داعش”، أو قيام الحكومة بالاقتراض من البنك المركزي ودعم تلك الأسر بمبالغ تصل إلى 300 ألف دينار (نحو 250 دولارا) لكل أسرة لتعويضها عن الفترة التي تضررت فيها مصالحهم.

وأبلغ المسؤول، الذي رفض ذكر اسمه ، أن كل ما يطرح حاليا مجرد أفكار، والحكومة تناقش الأفضل منها لمواجهة تهديد كورونا الذي يمكن أن يستمر لفترة أطول، ما يشدّد الخناق على الأسر محدودة الدخل.

وذكر المتحدث باسم وزارة التخطيط، عبد الزهرة الهنداوي، قد أعلن في وقت سابق من هذا الأسبوع أن الشرائح الفقيرة في العراق تواجه ظروفا قاسية هذه الأيام جراء حظر التجول المفروض بسبب فيروس كورونا.

موضحاً ، أن نسبة الفقر في العراق 20% وتعادل 7 ملايين مواطن في عموم مدن البلاد. وأن حالات الفقر الشديد دفعت ببعض الفئات إلى التمرد على قرار حظر التجول وعدم الاكتراث بمخاطر انتقال عدوى الفيروس.

مشيراً ، إلى أن “السلطات ناقشت مجموعة من الإجراءات للتخفيف عن كاهل الفئات الفقيرة التي تمثل 20 في المائة من عدد السكان، لكنها غير قادرة حتى الآن على اتخاذ الخطوات العملية في هذا الاتجاه، نظراً للمشكلات الاقتصادية التي تعاني منها البلاد”.

ويذكر أن  الحكومة قد قامت بعدة إجراءات لمنع التجمعات، وتقليل اختلاط المواطنين، بدأتها منذ بداية الازمة  بتعطيل دوام المدارس والجامعات وإغلاق المراكز التجارية، أعقبها إعلان فرض حظر شامل للتجول وإغلاق المساجد منذ بداية الازمة .

ونتيجة لتفشي فيروس كورونا في العراق وارتفاع معدل الإصابات، أصدرت خلية الأزمة، أمرا يقضي بتمديد حظر التجول بين فترة وأخرى .

وفي حديث مع ” الأضواء ” قالت عضو اللجنة الاقتصادية في البرلمان العراقي، نجيبة نجيب، إن “انتشار كورونا ألقى بظلاله على اقتصاد جميع الدول، إلا أن العراق يعتبر المتضرر الأكبر بسبب انهيار أسعار النفط وذلك لاعتماده بنسبة 93% من اقتصاده الريعي على عائدات الخام، إذ تبلغ خسائر العراق الاقتصادية جراء هذا الانهيار نحو 60 مليار دولار في حال استمراره حتى نهاية هذا العام، بالإضافة إلى خسائر السياحة والتجارة”.

وعلى مستوى خسائر الأفراد، قالت ( حسام محمد جواد ) إن “انخفاض إيرادات الدولة في ظل الإجراءات الاحترازية من تفشي كورونا، أثر سلبا على الأوضاع المعيشية للعراقيين وخصوصاً أصحاب الدخل المحدود وساهم بارتفاع معدل الفقر بشكل كبير”.

ودعت المواطنة (ام محمد) الحكومة إلى اتخاذ تدابير عاجلة تشمل توزيع منح مالية طارئة ومساعدات عينية، لمنع حدوث مجاعة أو خروقات قد تؤدي إلى كسر حظر التجول من قبل الطبقة الفقيرة التي تحصل على قوتها من الأجر اليومي”.

ويبلغ إجمالي نسبة البطالة في العراق الغني بالنفط نحو 22 في المئة، وفقاً لوزارة التخطيط، في حين أكد نواب في البرلمان أنها تصل إلى نحو 40 في المئة في بعض المدن المحررة في شمال البلاد وغربها.

على وضع ألصحافة في ما نذكر مدى التأثرات: بعد اكتسابهم خبرة كبيرة في أعمالهم كانت وراء استمرارهم تحت أعين الرقابة الصارمة قبل الغزو الأميركي للبلاد عام 2003 وفي سنوات العنف التي تلت ذلك، لا يشعر الناشرون وبائعو الكتب في بغداد بقلق شديد من احتمال أن يتسبب فيروس كورونا المستجد في وقف نشاطهم.

فقد نصحت السلطات العراقية المواطنين بتفادي التجمعات العامة وأمرت بإغلاق المقاهي مع ارتفاع عدد حالات الإصابة فايروس كورونا المستجد في البلاد إلى 60 حالة. ومع ذلك لا يزال بائعوا  الكتب في شارع المتنبي على ضفاف نهر دجلة يستقبلون زبائنهم القادمين لشراء كتب ومناقشة الوضع السياسي كما هو معتاد.

وأُلغيت بالفعل بعض الأحداث الثقافية، لكن الكُتاب والموسيقيين والرسامين ما زالوا يتدفقون على المنطقة يوم الجمعة من كل أسبوع ويجتمعون قُرب تمثال الشاعر المتنبي.

وقد تراجعت أعداد المترددين على شارع المتنبي بسبب فيروس كورونا والاحتجاجات العنيفة المناهضة للحكومة والمستمرة منذ شهور، لكن البقاء في البيت ليس خيارا لعُشاق الكُتب حتى لو تطلب الأمر استخدام كمامة طبية.

وقال جواد البيضاني، وهو أستاذ جامعي اشترى أربعة كتب أكاديمية، “أتي إلى هنا كل يوم جمعة منذ كنت طالبا في الثمانينيات” من القرن الماضي .

ويعتبر سوق الكُتب في شارع المتنبي مقياساً للحياة الفكرية في العراق. وتُجلب خلاله الكُتب في عربات تدفع باليد من مكتبات في المباني القريبة لتُعرض على طاولات بالشارع..

 والنظر عن الظرف الاقتصادي الذي تعيشه البلاد، إلا أن قرار تمديد الحظر بين حين وآخر إلى يومنا هذا خيار لا مفر منه لمنع وقوع كارثة في العراق؛ بسبب تمدد كورونا في ظل غياب الخيارات البديلة حاليا”.

الخبير بالشأن العراقي، باسم الطيب، شكك في حديث مع ” الأضواء ” في أرقام وزارة التخطيط بشأن معدل الفقر العام بالبلاد، مؤكدا أنها أكثر من 20 في المائة. ويضيف الطيب أن نحو ثلث العراقيين يعيشون تحت خط الفقر وغالبيتهم يعملون بالأجر اليومي”، لافتاً الانتباه إلى أن هذه الفئة تعيش أوضاعا معيشية مزرية بسبب حظر التجول الكلي.

 

شاهد أيضاً

بيوت الشناشيل تراث وميراث البصرة

تقرير/شيماء القطراني بين كل مدينة ومدينة تتجول بموقع اثري بيها، وبين كل منطقة أثرية ومنطقة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.