الرئيسية / تقارير ومقابلات / عوامل التغير ومجالس العزاء (الفاتحة )

عوامل التغير ومجالس العزاء (الفاتحة )

الاضواء / ميسان /سجاد الكناني

مجلس العزاء او مراسيم تعزية عائلة المتوفى، من العادات الأجتماعية القديمة المتوارثة عن الأباء والأجداد يجتمع الناس عند بيت المتوفى لمواساة عائلة الفقيد و لتخفيف آلم الفراق الذي خلفه في قلوب اهله ومحبيه بأنتقالة الى عالم الأخرة

 تختلف هذة المراسيم  قليلاً بين منطقة واخرى بأختلاف الظروف من حيث الزمان والمكان جرت العادة في اغلب مناطق العراق، المحافظات الجنوبية على وجه الخصوص ان ينصب ( الچادر ) المكون من اقواس الحديد والقماش والأفرشة والكراسي والأنارة وأجهزة التبريد وغيرها يهيئ على شكل مظيف عربي  لأستقبال المعزين و الظيوف، يقدم لهم الطعام والشراب على روح الفقيد لمدة ثلاثة أيام، اعتاد الناس على هذة الطريقة منذ وقت بعيد، حتى عام 2013 الذي نشطت فيه العمليات الأرهابية والجماعات المسلحة التي تستهدف الناس العزل على اختلاف الوانهم واشكالهم خصوصاً في العاصمة بغداد ومناطق اخرى كانت تعتبر مسرح لهذا العمليات

نالت هذة المجالس نصيباً مروعاً من القتل والأستهداف لانها تضم تجمع بشري كبير واستهدافها يوقع اكبر عدد من القتلى الأمر  اضطر فيه وجهاء القوم ورجال الدين والقيادات الأمنيه الى أيجاد بدائل اخرى للحفاظ  على حياة الناس، فكان من ضمن البدائل التي طرحت للعمل بها مؤقتً، اختصار العزاء ليوم ونصف بدلاً من الثلاث ايام، وا اقامتها في الجوامع والحسينيات لأنها مصحنه وبالأمكان السيطرة عليها من الاستهداف

وبعد مرور عدة سنوات على دحر الارهاب واستقرار الوضع الأمني في عموم البلاد استحسن الناس عاداتهم الأخيرة لما فيها من اختصار للوقت والتكاليف المادية التي تشكل عبء مالي كبير  على اهل المصاب فاستمر الناس رسمياً على هذا الشكل من المراسيم حتى بعد زوال عامل التغير

اليوم ظهر على الساحة عامل تغير اخر لهذه  العادات والمراسيم المتبعة في عموم العراق ممكن ان يغير تفاصيلها مره اخرى اجبر الناس على طرح بدائل التغير وهو (فايروس_كورونا ) سريع الأنتشار الذي ينتقل عن طريق الملامسة والتجمعات البشرية، في بداية عام 2020 دعت وزارة الصحة العراقية وخلية الأزمة التي شكلت لمكافحة الفايروس الى تجنب اقامة مجلس العزاء وتجب حظورها لأنها بيئة مثالية لأنتشار الوباء مما دفع المواطنين الى اقامتها بشكل مختصر جداً يقتصر على حضور العائلة واهل المنطقة المقربين يقدم فيها اهل المصاب للمعزين الماء والشاي فقط في أوقات محددة ، يتوقع  ان يستحسن الجمهور مرة اخرى هذا التغير الجديد الذي طرأ على مجالس العزاء وتستمر بالشكل الذي عليها الأن.

 

شاهد أيضاً

بيوت الشناشيل تراث وميراث البصرة

تقرير/شيماء القطراني بين كل مدينة ومدينة تتجول بموقع اثري بيها، وبين كل منطقة أثرية ومنطقة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.